رجلاً منهم بعدنا ، فإمّا بايعناهم علىٰ ما لا نرضىٰ ، وإمّا نخالفهم فيكون فساد.
فمن بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين ، فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا.
هذه خطبة عمر بن الخطاب التي أراد أن يخطب بها في منىٰ ، فمنعه عبد الرحمن بن عوف ، فوصل إلىٰ المدينة ، وفي أوّل جمعة خطبها ، ولماذا في أوائل الخطبة تعرّض إلىٰ قضيّة الرجم ؟ هذا غير واضحٍ عندي الآن ، أمّا فيما يتعلّق ببحثنا ، فالتهديد بالقتل للمبايع والمبايع له مكرّر ، فقد جاء في أوّل الخطبة وفي آخرها بكلّ صراحةٍ ووضوح : من بايع بغير مشورة من المسلمين هو والذي بايعه يقتلان كلاهما.
أمّا من فلان المبايع ؟ وفلان المبايع له ؟ وما الذي دعا عمر بن الخطّاب أن يطرح فكرة الشورىٰ ، وقد كان قد قرّر أن يكون من بعده عثمان كما قرأنا ؟
الحقيقة : إنّ أمير المؤمنين وطلحة
والزبير وعمّار وجماعة معهم كانوا في منىٰ ، وكانوا مجتمعين فيما بينهم يتداولون الحديث ، وهناك طرحت هذه الفكرة أن لو مات عمر لبايعنا فلاناً ، ينتظرون