بعد استعراضنا لكثير من الآيات الموضحة والمبيّنة لرأي القرآن في الصحابة ، نأتي الآن لنرىٰ رأي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في أصحابه.
نفتح صحيح البخاري ونقرأ : عن عقبة رضياللهعنه أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج يوماً فصلّىٰ علىٰ أهل أُحد صلاته علىٰ الميّت ثم انصرف علىٰ المنبر فقال : « إنّي فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإنّي والله لأنظر إلىٰ حوضي الآن ، وإنّي أُعطيتُ مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض ، وإنّي والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها » (١).
وجاء هذا الحديث بألفاظ أُخرىٰ منها هذا الحديث التالي : عن أبي هريرة عن النبي قال : « بينا أنا قائم إذا زمرة حتّىٰ إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلمّ ، فقلت : أين ؟ قال : إلىٰ النار والله ، قلت وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدّوا بعدك علىٰ أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة حتّىٰ إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمّ ، قلت : أين ؟ قال : إلىٰ النار والله ، قلت ما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك علىٰ أدبارهم القهقرىٰ ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل هَمَلِ النَّعم » (٢).
__________________
١) صحيح البخاري ٨ : ١٥١ ، صحيح مسلم باب الفضائل.
٢) صحيح البخاري ٨ : ١٥١.