إنّ فاطمة بنت عتبة تعلم أنّ عقيلاً من بني هاشم قبيلة رسول الله وعلي وحمزة وهم الذين ضربوا بسيوفهم ـ في حين فرّ الآخرون ـ حتّىٰ قالت هند ومُعاوية وغيرهم من العرب لا إله إلاّ الله ، فحقد فاطمة بنت عتبة على بني هاشم واضح من كلامها.
هي زوجة حربة الكفر ورئيس الأحزاب أبي سفيان ، وكانت قد استسلمت لجيش رسول الله كما فعل بقية الطلقاء ، وهي التي لاكت كبد حمزة سيّدالشهداء يوم أُحد بعد أن أمرت وحشيّا بأن يطعنه من الخلف ، وإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد ذلك ـ بعد الفتح ـ كلّما رأى وحشيّاً يقول له : « غيّب وجهك عنّي » فكيف به صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما كان يرى من لاكت كبد عمّه ومثّلت بجسده ؟!
لكن القوم جعلوها مؤمنة مسلمة ، بل حسن إسلامها ، بل لها فضائل ومناقب يُصرف عليها الحِبر والكتابة.
والكيّس يدرك أنّ ما ورد فيها وفي زوجها أبي سفيان وفي معاوية ابنهما من الفضائل لا تعدو أن تكون زخرفاً من القول وكذباً ، وذلك أنّ معاوية ابنهما لمّا ملك رقاب المسلمين طمس تلك المثالب وأظهر لهم مناقب لم يقلها الرسول ولم يسمع بها الصحابة.
وهل تريدون من معاوية ( أميرالمؤمنين ) أن يترك أهله ونفسه للفضيحة ؟! وهل تريدون منه وهو يصعد منبر رسول الله أن ينبزه الصحابة ومن يأتي من بعدهم ؟! هيهات.