على مشايخها (١) ، ثم هاجر منها إلى الري (٢) بالتماس أهلها وأقام بها ، ولم نر في التراجم لتاريخ هجرته ذكرا ، غير أنا نستفاد من مواضع من كتبه : عيون أخبار
__________________
وقعوا إلى ناحية ، وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان ، فنزل هؤلاء الاخوة على هذه القرى حتى افتتحوها وقتلوا أهلها واستولوا عليها وانتقلوا واستوطنوها ، واجتمع إليهم بنو عمهم ، وصارت السبع قرى سبع محال بها ، وسميت باسم إحداها وهي كمندان فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قما ، وكان متقدم هؤلاء الاخوة عبد الله بن سعد ، وكان له ولد قد ربى بالكوفة ، فانتقل منها إلى قم ، وكان إماميا ، فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها ، فلا يوجد بها سني قط ، ومن ظريف ما يحكى أنه ولى عليهم وال وكان سنيا متشددا ، فبلغه عنهم بلغني أنكم تبغضون صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنكم لبغضكم إياهم لا تسمون أولادكم بأسمائهم ، وأنا أقسم بالله العظيم لئن لم تجيئوني برجل منكم اسمه أبو بكر أو عمر ويثبت عندي انه اسمه لأفعلن بكم ولأصنعن ، فاستمهلوه ثلاثة أيام ، وفتشوا مدينتهم واجتهدوا فلم يروا الا رجلا صعلوكا حافيا ، عاريا أحول ، أقبح خلق الله منظرا ، اسمه أبو بكر لان أباه كان غريبا استوطنها فسماه بذلك ، فجاؤوا به فشتمهم ، وأقل : جئتموني بأقبح خلق الله تتنادرون على ، وأمر بصفعهم ، فقال له بعض ظرفائهم : أيها الأمير اصنع ما شئت ، فان هواء قم لا يجئ منه من اسمه أبو بكر أحسن صورة من هذا ، فغلبه الضحك وعفى عنهم اه. قلت : قد ذكر محمد بن الحسن في تاريخ قم وجها آخر لنزولهم قم ، وذكر فيه علة المقاتلة التي وقعت بينهم فراجع. وذكر الشيخ الجليل عبد الجليل القزويني في كتاب النقص ص ١٦٣ وغيره جملا في أخبار قم وذكر جوامعها ومدارسها ومكاتبها واخبارا في فضلها وتراجم علمائها.
(١) كأبيه المعظم علي بن الحسين ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي شيخ القميين ، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار الأشعري القمي ، والحسين بن أحمد بن إدريس وحمزة بن محمد وغيرهم.
(٢) قال ياقوت في معجم البلدان ٣ : ١١٦ : الري بفتح أوله وتشديد ثانيه مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن ، كثيرة الفواكه والخيرات ، وهي محط الحاج علي طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال ـ إلى أن قال : ـ حكى الإصطخري انها أكبر من أصبهان لأنه قال : وليس بالجبال بعد الري أكبر من أصبهان ، ثم قال : والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر