أجابوه : فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) المدفونة بقم.
فهذه وإن كانت رؤيا صالحة ، ولكنٌ الواقع الخارجي يصدقها ، فما نسمعه ونراه من كبير كرم ، وحسن استضافة هذه السيدة الجليلة لدليل واضح على ذلك ، ولا عجب فهي سليلة أصل الجود والكرم.
ويكفي في كرمها احتضانها لحوزة التشيع في العصر الأخير ، بل منذ العصور الغابرة ، حيث كانت قم بلد التشيع ، ومركز حفظة أحاديث وعلوم أهل البيت (عليهم السلام). حتى أنه دفن في جوارها مائة الف محدث كما هو المعروف.
فببركة التمسك بحبل ولائهم (عليهم السلام) أفاضوا على قم وأهلها ما أفاضوا ، وذلك عبر سليتهم الكريمة ، فاطمة المعصومة.
... قال أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي (١) للإمام الجواد (عليه السلام) : إن قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك إنّما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه بولاية عهده.
فقال (عليه السلام) : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سمّاه الرضا ، لأنّه كان رضى لله عز وجل في سمائه ، ورضى لرسوله والأئمة من بعده (صلوات الله عليهم) في أرضه.
__________________
(١) أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي : من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) ، وكان من خواص أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) ، كما وأنه أدرك الإمام الجواد (عليه السلام) و (بزنط) موضع في العراق.