(ب) ركب السيدة يحاصر في « ساوة »
كانت هذه القافلة تضم إثنين وعشرين علوياً ، وعلى رأسها السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) وإخوتها : هارون (١) ، وفضل ، وجعفر ، وهادي (٢) ، وقاسم ، وبعض من أولاد إخوتها ، وبعض الخدم (٣).
فأرسل المأمون شرطته إلي هذه القافلة أيضاً ، فقتل ، وشرد كل من فيها ، وجرحوا هارون المذكور ، ثم هجموا عليه وهو يتناول الطعام فقتلوه (٤).
وكان ذلك نهاية اليمة ومفجعة لهذا الركب من بني هاشم ، فقدت فيها السيدة المعصومة (عليها السلام) سائر إخوتها ، فشابهت مثيبتها بفقدهم مصيبة عمتها زينب (عليه السلام) في كربلاء.
وخارت قواها وضعفت ، فسألت من حولها :
ـ كم بيننا وبين قم؟
__________________
(١) الحياة السياسية للإمام الرضا (عليه السلام) : ص ٤٢٨.
(٢) لم يذكر أحد أن للإمام ولداً باسم هادي ولعله هارون وصحف.
(٣) زندگاني حضرت معصومة ، نقلاً عن رياض الأنساب ومجمع الأعقاب.
(٤) الحياة السياسية للإمام الرضا (عليه السلام) : ص ٤٢٨.