منع القروح الخبيثة من أن تنبسط في الفم ، وإذا تغرغر به منع من خشونة الحلق ، وإذا شرب نفع من إسهال البطن وقرحة الأمعاء ووجع المفاصل وعرق النسا ، وإذا دق ناعماً وطبخ بالخل وتضمد به منع النملة أن تسعى في البدن ، وقد يحلل الخنازير والأورام الصلبة والأورام البلغمية وتفور الشريان عند القصد والدبيلات والحمرة والداحس والبواسير الناتئة في المقعدة ويبرئ الجرب ، وعصارة الأصل إذا كان طرياً تصلح لوجع الكبد ووجع الرئة والأدوية القتالة ، وقد يشرب الورق بالشراب الذي يقال له أدرومالي أو شراب ممزوج مع شيء من فلفل لحمى الربع والغب التي تأخذ كل يوم ويشرب لحمى الربع ورق أربعة أغصان ولحمى الغب ورق ثلاثة أغصان وللحمى التي تأخذ كل يوم ورق غصن واحد وإذا شرب الورق في كل يوم ثلاثين يوماً متوالية نفع من الصداع والصرع ، وعصارة الورق إذا شرب منها عدة أيام في كل يوم مقدار ثلاث قوانوسات أبرأت اليرقان ، وإذا تضمد بالورق مع الملح والعسل أبرأ الجراحات والنواصير والداحس ، وقد ينفع من فتلة الأمعاء ، وإذا شرب من هذا النبات وتضمد به قطع نزف الدم ، وقد يستعمل هذا النبات في الهياكل للتطهير وغير ذلك مما يستعمل في الهياكل. الغافقي : يلزق الجراحات الطرية بدمها ويفعل فيها فعل دم الأخوين ، وورقه إذا افترش ورقد عليه منع من الاحتلام ، وإذا دق ورقه وعصر ماؤه وسعط به الفرس المجدورة أبرأها من الجدري ، وينبغي أن تستغرق الفرس إذا سعطت به بالجري حتى تعرق.
بنج : هو الشيكران بالعربية. ديسقوريدوس في الرابعة : ايشفرامش وهو البنج هو تمنش له قضبان غلاظ وورق عراض صالحة الطول مشققة الأطراف إلى السواد عليها زغب ، وعلى القضبان ثمر شبيه بالجلنار في شكله منفرق في طول القضبان واحد بعد واحد كل واحد منها مطبق بشيء شبيه بالترس ، وهذا الثمر ملآن من بزر شبيه ببزر الخشخاش وهو ثلاثة أصناف : منها ما له زهر لونه إلى لون الفرفير ، وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له عين اللوبيا ، وورق أسود وزهر شبيه بالجلنار مسودة ، ومنه ما له زهر لونه شبيه بلون التفاح وورقه وزهره ألين من ورق وخمل الصنف الأول وبزر لونه إلى الحمرة شبيه ببزر النبات الذي يقال له أروسمر وهو التوذري ، وهذان الصنفان يجننان ويسبتان وهما رديئان لا منفعة فيهما في أعمال الطب ، وأما الصنف الثالث فإنه ينتفع به في أعمال الطب وهو ألينها قوّة وأسلسها وهو ألين في المجس وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه شيء فيما بين الغبار والزغب وله زهر أبيض وبزر أبيض وينبت في القرب من البحر ، وفي الخرابات فإن لم يحضر أحداً هذا الصنف فليستعمل بدله الصنف الذي بزره أحمر ، وأما الصنف الذي بزره أسود فينبغي أن يرفض لأنه شرهاً وقد يدق الثمر مع الورق والقضبان كلها رطبة وتخرج عصارتها وتجفف في الشمس ، وإنما تستعمل نحواً من سنة فقط لسرعة العفونة إليها وقد يؤخذ البزر على حدته وهو يابس ويدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته ، وعصارة هذا النبات هي أجود من صمغه وأشد تسكيناً للوجع ، وقد يدق هذا النبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص ويخزن. جالينوس في الثامنة : وأما البنج الذي نواره أسود فهو يحرك جنوناً وسباتاً ، والبنج الذي بزره أيضاً أحمر حمرة معتدلة فهو قريب من هذا في القوة ، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتوقاهما جميعاً ويحذرهما ويجانبهما مجانبة ما لا ينتفع به ، وأما البنج الأبيض