اللوز المر ودقا وعجنا بدهن بنفسخ وطليت بها البواسير أبرأت منها مجرب ، وأقماعه المجففة في الظل إذا سحقت وطلي بها على البواسير بعد أن يدهن بدهن مسخن نفع منها نفعاً بيناً ، فإن أراد مريد أن يتخذه لطبيخه لطول السنة فليأخذ منه صغيره ويثقب في كل واحدة ثقبين بالعرض ويسلق الكل في الماء والملح ويترك في الماء الذي قد طبخ فيه فإنه يبقى كذلك السنة كلها.
باجروجي : الفلاحة : وهي شجيرة ترتفع مقدار ثلاثة أذرع في الأراضي اليابسة الصلبة ورقها كورق الكاكنج وتورد ورداً أحمر خفيف الحمرة ، وإذا سقط عقد حباً في قدر الحمص وأصغر أسود ليناً وثمرها إذا دق وبل بالزيت وسحق قليلاً على النار وضمد به السلع والثآليل مرات وأديم عليها كلها قلعها ، وإذا نتف ورقها باليد وشرب قطع نفث الدم من الصدر ، ولا ينبغي أن يشرب إلا مرة واحدة فقط لا زيادة على ذلك ، وفي هذه الشجرة قبض يسير وتليين للصدر وثمرها يغني ويقيء ويضر بقبضه الرئة ، ولا ينبغي أن يؤكل وليس من أدوية القيء فيستعمل لذلك.
بامية : أبو العباس النباتي : هي بمصر ثمرة سوداء صلبة على قدر الكرسنة طعمها حلو وفيها يسير لزوجة تحويها أوعية مخمسة الشكل كأنها متوسطة من أوعية النوع من السوسن المسمى عندنا بالأندلس الأشبطانة إلا أن أطرافها دقاق يعلوها زغب يشبه زغب لسان الثور ، وكذا شجرتها كلها وهي على هيئة شجرة الخطمي في طولها وتشعب أغصانها وهيئتها في اللحاء التي على الأغصان ، إلا أن في هذه الشجرةَ حمرة تعلوها ورقها مثل ورق الدلاع في أوّل نباته ثلاثة ثلاثة في كل عنق ، ولها زهرة مثل زهرة شجرة أبي مالك الكبير في الشكل والقدر ، وفي لون زهر شيكران الحوت من خارجها وداخلها وأهل مصر يأكلونها مع اللحم. أعني هذه الثمرة بغلفها إذا كانت ناعمة فإذا عست فرطت وطبخت. غيره : مزاجها بارد رطب وهي أرطب من سائر البقول والدم المتولد عنها رديء وغذاؤها يسير جداً ، وقيل : إنها موافقة لأصحاب الأمزجة الحارة ودفع مضارها أن تؤكل بالمرّي وتكثر توابلها الحارة.
بادزهر : بعض أطبائنا البادزهر يقال على معنيين يقال : على كل شيء ينفع من شيء آخر ويقاوم قوّته ويدفع ضرره لخاصية فيه ، ويقال على خجر معلوم ذي عين قائمة ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة والباردة إذا شرب وإذا علق. أرسطوطاليس : ألوان حجر البازدهر كثيرة فمنه الأصفر والأغبر والمنكت والمشرب بخضرة والمشرب ببياض وأجوده الأصفر ثم الأغبر ، وما أوتي به من خراسان وهناك يسمى بالبازهر ، وتفسيره حجر السم ومعادنه ببلاد الصين وببلاد الهند وبالمشرق وله في شبهه أحجار كثيرة ليست لها خصوصيته ولا تدانيه في شيء من فعله من ذلك البنوري والمرمري وحجر لا يخطئ منه شيئاً وقد يغالط به كثيراً ، وهو نفيس شريف لين المجسة ليناً غير مفرط وحرارته غير مفرطة ، دقيق المذاهب خاصته النفع منِ السموم الحيوانية والنباتية ومن عض الهوام ولدغها ونهشها إذا شرب منه مسحوقاً ومنخولاً وزن اثنتي عشرة شعيرة خلص من الموت وأخرج السم بالعرق والوسخ ، وإن تقلد منه إنسان أو تختم به ثم وضع ذلك الخاتم في فم شارب السم ومصه نفعه ، وإن وضع ذلك الخاتم على موضع لدغ العقارب والهوام والطيارات ذوات السموم مثل الفراريح والزنابير نفع منها نفعاً بليغاً بيناً ، وإن سحق ونثر على موضع لسع الهوام الأرضية حين تلسع أو تنهش اجتذب السم بالرشح ، وإن عفن الموضع قبل أن يتدارك بالدواء ثم نثر عليه من هذا الحجر