يروحون في الحج تقطر رؤوسهم (١).
وقد أنكر عمر بن الخطاب على البعض لافتائه من عند نفسه بقوله : كيف تفتي الناس ولست أميراً ؟ وَلِيَ حارّها من وَلِيَ قارّها (٢).
إذن ، الحديث كان هو السبب الأول للوقوف أمام الخليفة ، والمحدثون كانوا هم ممن يزيدون في الطين بلة والاختلاف شدة ـ حسب نظر الخليفة ـ ولأجل هذا ترى الخليفة يصرح بجرمهم ـ حين أراد حبسهم عنده في المدينة ـ بأنهم أكثروا الحديث عن رسول الله أو أفشوا الحديث عن رسول الله ، فاكثار الحديث وإفشائه يساوي التوعية عند الناس ، والخليفة لا يريد أن يعرف الناس أحاديث رسول الله كي يقفوا بوجهه ويخطئوه فيما يقوله ، لأن ذلك سيؤثر على قوام خلافته ، أما تناقل الأحاديث التي يعرفها الخليفة فلا خوف في تناقلها.
بلى ، إن الناس كانوا يريدون الوقوف على سنة رسول الله لا سنة الشيخين ، والخليفة لا يعرفها جميعاً ، فبدا يواجه مشكلة جديدة
__________________
(١) صحيح مسلم ٢ / ٨٩٦ / ١٥٧ ، مسند أحمد ١ / ٥٠ ، سنن النسائي ٥ / ١٥٣ ، السنن الكبرى ٥ / ٢٠ ، تيسير الوصول ١ / ٣٤٠ ، سنن ابن ماجة ٣ : ٩٩٢.
(٢) سنن الدارمي ١ / ٦١ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٦ / ١٧٩ و ٢٥٨ ، المصنف للصنعاني ٨ / ٣٠١ و ١١ / ٣٢٨ ، جامع بيان العلم ٢ / ١٧٥ و ٢٠٣ و ١٩٤ و ١٧٤ ، كنز العمال ١ / ١٨٥ و ١٨٩.