رأيه جمع من الصحابة ، ولم يرتضه آخرون ، فصار هناك اتجاهان :
أحدهما : يستوحي شريعته من النصوص ( القرآن والسنة ).
والآخر : يعطي لاجتهاد الشيخين الشرعية باعتقاد أنهما أعلم من غيرهما !
وهذا الانقسام أخذ يزداد شيئاً فشيئاً بمرور الأيام ، في حين لم نر
__________________
السؤال عن واحد كما كان ذلك لرسول الله لم يكن الاختلاف.
وجاء في تفسير العياشي ٢ / ٣٣١ : ... فظن هؤلاء الذين يدّعون أنهم فقهاء علماء قد أثبتوا جميع الفقه والدين مما تحتاج إليه الأمة !! وليس كل علم رسول الله علموه ولا صار إليهم من رسول الله ولا عرفوه ، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر من رسول الله صلىاللهعليهوآله ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبون فيطلب العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله وتركوا الاثار ودانوا بالبدع وقد قال رسول الله : كل بدعة ضلالة ، فلو أنهم إذا سئلوا عن الشيء من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد ....
وجاء عن رسول الله قوله : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهّالاً فسئلو فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا.
( انظر : جامع المسانيد والسنن لابن كثير ٢٦ / ٣٠٩ و ٣٣١ ).
وجاء عن الإمام علي مثل هذا ( راجع : نهج البلاغة ١ / ٩٥ الخطبة ٤٩ ).