رسول الله ، إذ قال : كان رسول الله يجهر ببسم الله الرحمٰن الرحيم ثم تركه الناس (١).
ولاجل هذا ترى النقول تختلف عن انس وغيره ، فتارة يروى عنه الجهر ، واخرى الاخفات ، وثالثة بشي ثالث فقال فخر الدين الرازي في تفسيره : فلعل أنساً خاف منهم ، فلهذا السبب اضطربت اقواله فيه ، ونحن وان شككنا في شيء فإنا لا نشك أنّه مهما وقع التعارض بين قول أنس وابن المغفل وبين قول علي بن أبي طالب عليهالسلام [ في الجهر بالبسملة ] ـ الذي بقي عليه طول عمره ـ فإن الاخذ بقول علي اولى فهذا جواب قاطع في المسألة (٢).
فهذه المفردات التي ذكرناها ما هي إلاّ غيض من فيض ، وقطرة من بحر ، ذكرناها كنماذج تطبيقية لفقه النهجين ـ الطالبيين والحكام ـ وان الاخرين نسبوا كذباً احاديث إلى أهل البيت تدعم فقههم ، والباحث بمراجعة سريعة لتاريخ المسألة وملابساتها يقف على اكذوبتهم.
الخلاصة : نحن لو اخذنا بأحد النقلين عن الإمام علي ثم قارنّاها مع ما جاء في كتبنا الحديثية لاتضحت لنا ملابسات تلك الاحكام ، فانظر إلى ما روى في الكافي عن محمد بن مسلم قال : نشر أبو
_________________________________
(١) احكام البسملة : ٤٥ عن سنن الدارقطني ١ : ٣٠٧ والحاكم في مستدركه ١ : ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(٢) التفسير الكبير ١ : ٢٠٦.