المرويات على ما يخالفنا ؟ وبتصوري لا اراها تزيد على نسبة ١٠ % إلى ٣٠ % ـ وهذا يدعونا إلى البحث عن اسبابها ؛ لكي نقف على المنتفع والمستفيد من نسبة هذه الاقوال إلى امثال هؤلاء الصحابة ، وما هي الخلفيات والملابسات في صدور هكذا روايات عنهم ، فهل حقا قالوها ؟ أم نسبت إليهم تلك الروايات دعماً للحكام ؟ وقد يمكن أنّهم رووها عمن يعتقد بها ، وقد تكون هناك اُمور اخرى يجب الكشف عنها.
من الثابت المعلوم ان الانصار وأهل البيت يقفون على ارضية واحدة وهي أن حبهم إيمان وبغضهم نفاق (١) ، وهذا ما رسمه رسول الله لهما ، وانك لو تابعت سيرة الانصار وتاريخهم لرأيتهم من المضطهدين في عهد الخلفاء ، ولذا لم يوالوا أبا بكر ولا عمر ، ولم يولهم هؤلاء الخلفاء في السرايا والامارات (٢) ، بل كانوا على خلاف دائم مع أبي بكر وعمر وعثمان فلم يف ابا بكر بما تعهد به للانصار ( نحن الامراء وانتم الوزراء ) (٣) وقال عمر بن الخطاب :
_________________________________
(١) صحيح مسلم ١ : ٨٥ كتاب الايمان ٤ : ١٩٤٨ باب فضائل الانصار وصحيح الترمذي ٥ : ٧٦٣٥ كنز العمال ١٣ : ١٠٦.
(٢) انظر في ذلك الكامل في التاريخ ٢ : ٣٤٦ ، ٤٠٢ ، ٤٢٠ في حين عقد أحد عشر لواءً كان غالبهم من قريش.
(٣) انساب الاشراف ١ : ٥٨٤.