أعيان الصحابة ان كان مخالفاً لفتوى الإمام علي فلا يستبعد ان ينسبوا إلى الإمام علي نفسه ، أو إلى ابن عباس ، أو انس بن مالك ما يدعم رواية عائشة ، وابي هريرة ، ومعاوية وغيرهم. وعليه فائمة الفقه الحاكم هم وراء نسبة هكذا اقوال متضاربة في الشريعة والتي تخالف أصول الشريعة الإسلامية ، كوقوع التطليقات الثلاث في تطليقة واحدة والتي تخالف صريح القرآن في قوله تعالى ( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ).
فعلى الاخوة الباحثين وأصحاب الفكر والقلم ان يتابعوا خيوط هذه المفردات الفقهية في الفقه الإسلامي لكي يقفوا على المنتفع والمستفيد ، وخصوصاً حينما نرى انفراد أهل السنة في نقل هذه المفردات المروية عن علي وابن عباس ، ولا نجد ما يؤيدها في كتب الشيعة الإمامية ، فنحن لو اخذنا هذا الأمر بنظر الاعتبار مع وقوفنا على منهج الفقه الحاكم في التأكيد على فقه بعض المذاهب دون الاخر ، لان من الثابت تاريخياً ان المنصور العباسي امر مالكاً أن لا يأخذ بفقه علي وابن عباس (١).
فنساءل : إذا كان منهج الدولة هو عدم الاخذ بروايات الإمام علي وابن عباس ، فلماذا نرى مالكاً يروى احاديث عن علي تخدم فقه
_________________________________
(١) ترتيب المدارك ١ : ٢١٢.