الحلبيّ أنّه قال : قال الصادق : كان أبي يفتي وكان يتّقي ، ونحن نخاف في صيد البزاة والصقور ، أمّا الآن فإنّا لا نخاف ولا يحل صيدها ، إلاّ أن تدرك ذكاته ، فإنّه في كتاب علي إنّ الله عزّوجلّ قال : ( وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ) فسمى الكلاب (١).
انظر إلى الإمام الباقر عليهالسلام كيف كان يتخـوف من أن يفتي وهو عالم آل محمد ، لكونه يعيش تحت ضغوط الإرهاب الفكري.
وعليه فالنهج الحاكم كان لا يروي عن أهل البيت عليهمالسلام ، ولا يريد نشر ما تلقوه عن رسول الله ، وهو يوضح لنا ان عدم وجود مرويات لأهل البيت عليهمالسلام في كتب الآخرين كان مقصوداً من قبلهم ، وهو ليس لضعف مروياتهم ، أو كونها مراسيل ، حسبما يقولون ، والباحث بنظرة سريعة إلى الصحاح والسنن يقف على الارضية الخصبة الموجودة لتوثيق موريات أهل البيت من كتبهم ، وان كل ما تناقلوه عليهمالسلام باسانيدهم الصحيحة ، عن ابائهم عن رسول الله موجود عند بعض الصحابة عن رسول الله (٢) ، وعليه فنحن لو اتخذنا مسألة البحث عن المتابعات الصحيحة لهذه المرويات عن الصحابة والتابعين لخرجنا بالفقه الذي نحن فيه إلى فقه إسلامي
_________________________________
(١) الكافي ٦ : ٢٠٧ ، ح ١ ، التهذيب ٩ : ٣٢ ـ ٣٣ ح ١٣٠ والنص عنه ، الاستبصار ٤ : ٧٣ الباب ٦٤ ح ٢٦٦.
(٢) تهذيب الكمال ٥ : ٧٧ / ت ٩٥٠ ، للإمام جعفر بن محمد عليهالسلام ، وانظر سير اعلام النبلاء ٦ : ٢٥٧.