فماطوس جماع الأدوية أنه يكون بمصر صنف آخر من الراسن وهو عشبة لها أغصان طولها ذراع متسطحة على الأرض مثل التمام وورق شبيه بورق العدس غير أنها أطول وهو كثير على الأغصان ، وله أصول صغار صفر غلظها مثل غلظ الخنصر وأسفلها أرق من أعلاها وعليها قشر أسود ، وتنبت في مواضع قريبة من البحر وفي تلول ، وإذا شرب أصل واحد من أصوله نفع الذين ينهشهم شيء من الهوام.
رواند : ديسقوريدوس في الثالثة : يكون في المواضع التي فوق البلاد التي يقال لها سيقورس ، ومن هنا يؤتى به وهو أصل أسود وهو شبيه بالقنطوريونِ الكبير إلا أنه أصغر منه وأقرب إلى حمرة الدم لا رائحة له رخو إلى الخفة ما هو وأقواه فعلاً ما كان منه غير مسوّس ، وكانت له لزوجة وقبض ضعيف ، وإذا مضغ كانت في لونه صفرة وشيء من لون الزعفران ، وإذا شرب نفع من الريح وضعف المعدة وأوجاع كثيرة ووهن العضل وورم الطحال ووجع الكبد والكلي والمغص وأوجاع المثانة والصدر وامتداد ما تحت الشراسيف وأوجاع الرحم وعرق النسا ونفث الدم من الصدر والربو والفواق وقرحة الأمعاء والإسهال المزمن والحميات الدائرة ونهش الهوام ، والشربة منه مثل الشربة من الغاريقون والرطوبات التي يشربها هي الرطوبات التي يشربها الغاريقون ، وإذا لطخ مع الخل على ألوان الآثار من الضرب والقوابي والثآليل قلعها ، وإذا ضمدت به الأورام الحارة المزمنة مع الماء حللها وقوته قابضة مع حرارة يسيرة. جالينوس في الثامنة : قوته مركبة وذلك أن فيه شيئاً أرضياً بارداً ، والدليل عليه قبضه ، وفيه أيضاً حرارة وذلك أنه إذا مضغه إنسان وأطال مضغه وجد فيه طعماً كأنه إلى الحرافة والحدة ما هو ، وقد يدل أيضاً على أن فيه شيئاً من الجوهر الهوائي اللطيف ما هو عليه من الرخاوة والخفة وأكثر دلالة على ذلك منه أفعاله ، وبهذا السبب صار وإن كان يقبض يشفي مع ذلك الفسوخ العارضة في العصب والقروح الحادثة في العضل ويفش الانتفاخ ويفش الانتصاب ويشفي أيضاً المواضع التي تحدث فيها الخضرة والقوابي إذا طلي عليها بالخل ، وقد يستدل أيضاً على أن أفعاله بما فيه من القبض أفعال قوية من العلل التي ينقيها وهي نفث الدم واستطلاق البطن وقروح الأمعاء ، وذلك أن الشيء اللطيف الهوائي لا يضاد ولا يعاند الشيء البارد الأرضي بل يبذرقه ويؤذيه ويوصله إلى العمق ويصير سبباً لقوة أفعاله. قالت الحور : هو حار يابس في الثانية ، وإذا سحق بالخل وطلي به الوجه أذهب الكلف. أريتاسيس : ينفع من الإسهال الذي كون عن ضعف المعدة. بولس : ينفع من الامتلاء والتفق. ابن سينا : وإذا دهن بدهنه لفسخ العضل والامتداد وأوجاع العضل نفع منه. مجهول : إذا طلي به بين الكتفين أذهب الروعة والخوف من القلب. سفيان الأندلسي : يقوي الأعضاء الداخلة ويفتح سددها ويجفف رطوبتها الفاسدة ويشد الأعضاء المترهلة ، وفعله في الكبد أقوى في ذلك ، ويطلق الطبيعة ببلغم لزج وبالخام ، وينفع من الاستسقاء ومن ضروبه كلها إلا ما كان منه عن ورم حار في الكبد منفعة عظيمة بالغة ويفتت حصاة الكلي والطفلية من حصا المثانة ، وينفع من أوجاعها منفعة بالغة ويدر البول ، وينفع من أنواع الإسهال الذي يكون عن سدد في الماساريقا والكبد أو عن رطوبة كثيرة قد أرخت المعدة والمعى ، والشربة منه كما قال ديسقوريدوس مثل الشربة من الغاريقون ، وينفع من علل الصدر وأوجاعه من سدد