وأورام قد نضجت واحتاجت إلى الفتح ويسهل النفث لا سيما إذا أمسك في الفم ، وينفع من البهر سقياً وإمساكاً ، وينفع من الفسوخ الحادثة في العضل سقياً وهو من أنفع الأدوية للتخم المتولدة عن إكثار الطعام لتنقية المعي والمعدة منها ، وإذا أخذ مع الصبر قوى فعله وكذا مع الكابلي ، ونقى الدماغ تنقية جيدة وحسن الذهن ، وينفع بتنقيته من الصداع البلغمي والذي يكون عن أبخرة صاعدة منفعة عظيمة بالغة جداً ، وإن أضيف إلى اللوغاديا العتيقة كان فعله أقوى ، وينفع بهذه الإضافة ومفرداً من الخدر والفالج وعلل الدماغ الباردة كلها كالشقائق وغيرها ، وينفع من الحميات المتقادمة منفعة بالغة ما لم تنهك القوة وتضعفها إضعافاً لا يحتمل معه أخذه وهو في البلغمية عند النضج نافع جداً ، ويجب أن يجتنب في أوائل الحميات ، وينفع من القولنج البلغمي والريحي بإطلاقه الطبيعة وتحليله الرياح ، وأقوى أنواعه الصيني وبعده أنواع الفارسي بحسب جودتها فإنه أنواع كثيرة فالشامي خاصيته النفع من علل الصدر والسدد الكائنة في نواحيه والأوجاع الحادثة عن ريح أو سدد. ابن جميع في مقالته في الراوند : اسم الراوند في زماننا هذا ينطلق على أربعة أشياء ثلاثة منها في راوند بالحقيقة لأنها متشابهة الماهيات متقاربة الأفعال والتأثيرات ، وواحد يشاركها في الاسمية ويخالفها في الأفعال والماهية ، وأصناف الراوند الصحيح ثلاثة : منها اثنان يعرفان بالراوند القديم وواحد يعرف بالرواند الجديد ، والمعروفان بالقديم أحدهما يعرف بالراوند الصيني والآخر يعرف بالراوند الزنجي ، والمعروف بالجديد يعرف بالراوند التركي والفارسي ، وأما الرابع فإنه يعرف بالراوند الشامي ، فأما في القديم فكان ينطلق على شيئين : أحدهما ما ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة ، وجالينوس في المقالة الثامنة من كتابه في قوى الأدوية المفردة ، وسنبين فيما بعد أنه الصنف المعروف عندنا بعينه ، والآخر ما ذكره جالينوس في المقالة الأولى من كتابه في الأدوية المقابلة للأدواء المعروف بكتاب المعجونات. وهذا لم أره ولا لقيت من ذكر أنه شاهده غير رجل أعجمي من أهل المشرق ، وقد حضر إلى سوق العطارين بمصر منذ سنين ، وذكر أن عنده منه شيئاً ، فلما أحضره إليّ وجدته عصارة قد عملها على جهة الدرمكة من الراوند الصيني ، فأما الراوند الصلب المعروف بالصيني فهذا الصنف يجلب إلينا من بلاد الصين ، ويذكر جلابوه أنه أصل نبات يشبه القلقاس إذا استخرج من الأرض ، وهو رطب يتشقق الأصل منه قطعتين أو ثلاثاً وتثقب القطع وتنظم في الخيوط وتعلق في الهواء حتى تجف وتحمل. وذكر جالينوس أن من باعته في معدنه من يأخذ رطبه فيطبخه بالماء إلى أن تخرج عصارته ويجففه بعد ذلك ويبيعه على أنه بحاله ، والذي نشاهده نحن منه أنه قطع خشب ضخمة قدر القطعة منها كالكف أو دونه ، ولون ظاهرها أغبر مع حمرة قانية ، ولون مقطعها أصفر خلنجي ، وربما مال قليلاً إلى الخضرة والغبرة ، وجوهرها إلى الفة والرخاوة والهشاشة ، وإذا مضغ منه شيء تبينت منه لزوجة ظاهرة ، وإذا تطعم به وجد فيه قبض ضعيف ومرارة وحدّة وحرافة خفية وإن أخذ شيء من ممضوغه وتمسح به على موضع من اليد صبغه بصفرة زعفرانية وهو مما يستاس وينخر سريعاً ، ولذلك صار جلابوه يلقون معه في الأوعية التي يجلبونه فيها الماميران الصيني ليحفظه من ذلك ، كما يلقون الأملج مع التربد والفلفل مع الزنجبيل ، وأفضله ما كان