الذي يقع فيه هذا الخزف دواء نافعاً جداً جيداً في ختم الجراحات وإدمالها. ديسقوريدوس في الخامسة : خزف التنور الذي قد اشتد شيه (٢) له قوة تكوي ، ولذلك إذا خلط بالخل وتلطخ به نفع من الحكة والبثور وقد ينفع من النقرس ، وإذا خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية المسماة بالخنازير. سفيان الأندلسي : مجفف من غير لذع ولذلك ينفع من القروح المترهلة وقروح الأعضاء اليابسة المزاج ومن انسلاخ الجلد ويجلو الأسنان.
خزامى : الغافقي : قال أبو حنيفة : هي خيري البر وهي طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهر طيبة الريح ليس في الزهر أطيب نفحة منها تشبه رائحة فاغية الحناء ومنابتها الرمل والرياض. وقال الزهراوي : هي حارة ملطفة مسخنة للدماغ البارد إذا حملت عليه وتشرب لسوء مزاج الكبد والطحال ، وإذا بخر به أذهب كل رائحة منتنة. لي : يسخن الرحم ويجفف رطوباته السائلة منه سيلاناً مزمناً ويحسن حاله ويعين على الحبل إذا احتمل في فرزجة مجرّب.
خس : ديسقوريدوس في الثانية : جيدة للمعدة مبرد طين للبطن منوّم مدر بول ، وإذا طبخ يكون أكثر غذاء وإذا أكل كما يقلع غير مغسول وافق الذين يشكون معدتهم ، وإذا شرب بزره نفع من الاحتلام الدائم وقطع شهوة الجماع ، وإذا أكل دائماً أحدث غشاوة في العين وقد يعمل بالماء والملح ، وإذا كان ذا ساق وبزر صارت قوّة عصارته ولبنه شبيهة بقوّة ماء الخس البري ولبنه ، وأما الخس البري فإنه شبيه بالخس البستاني غير أنه أكبر ساقاًً منه وأشد بياضاً من ورقه وأدق وأخشن وطعمه مرّ ولبنه شبيه بلبن الخشخاش الأسود ، ولذلك من الناس من يخلط لبنه بعصارة الخشخاش ، وإذا شرب من لبنه وزن نصف درهم بماء ممزوج بخل أسهل كيموساً مائياً وينفع مع دهن ورد من وجع الرأس وينقي القرحة العارضة في طبقة العين القرنية أيضاً التي تسمى أحليوس والقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها أرعامن ، وإذا اكتحل به بلبن جارية كان صالحاً أيضاً للقرحة العارضة للقرنية التي يقال لها أسقوما وينوم ويسكن الوجع ويدر الطمث وقد يسقى للسعة العقرب ونهشة الرتيلا وبزره إذا شرب يقطع الاحتلام وشهوة الجماع مثل ما يقطع بزر الخس البستاني وماؤه يفعل ذلك غير أنه أضعف فعلاً ، وقد يخزن لبنه في آنية خزف بعد أن يشمس مثل ما يفعل بسائر العصارات. جالينوس في السادسة : هذه بقلة باردة رطبة وليست في الغاية ولو لا ذلك لكانت مما لا يؤكل لكن برودة الخس في المثل كبرودة مياه الغدران فهو لذلك نافع من الأورام الحارة والعلل المعروفة بالحمرة إذا كان كل واحد منهما ضعيفاً يسيراً في المقدار فأما ما عظم منها فليس في الخس تبريده ، وأما على طريق الطعام فهو يقطع العطش ، وأما بزر الخس فهو إذا شرب نفع تقطير البول والمني ، ومن أجل ذلك يسقى لمن يكثر احتلامه وكذا بزر الخس البري الذي يجمع لبنه فتجلى به القروح التي تكون في الصفحة الخارجة من الطبقة القرنية من طبقات العين وهي ثلاثة أجناس : قرحة يقال لها الغشاوة وهي قرحة لونها شبيه بلون الدخان وتأخذ من سواد العين موضعاً كبيراً ، وقرحة يقال لها مستنقع الدم وهي قرحة تكون في إكليل سواد العين وتأخذ من بياض العين وسوادها شيئاً يسيراً ، وقرحة يقال لها الاحتراق وهي قرحة تحدث في صفحة الطبقة القرنية الشبيهة بالدينار. وقال في أغذيته : إن الخس أجود البقول غذاء لأنه يولد دماً ليس بالكثير ولا بالرديء إلا أنه ليس في غاية الجودة وقد كنت آكل الخس في شبابي
_________________
(٢) نخـ يسه.