مثال ما تذاب الأقرصة التي يستعمل كل واحد من الأطباء في هذا الموضع قرصه منها غير التي يستعمل الآخر وهي أقرصة بولوايداس وأقرصة فاسبون وأقرصة أيدرون وغيرها فإن جميع هذه الأقرصة لما كانت تجفف تجفيفا شديدا صارت تنفع الجراحات الخبيثة بعد أن تداف مرة بشراب حلو ومرة بعقيد العنب ومرة بشراب معسل ومرة بشراب أبيض أو بشراب أحمر على حسب ما تدعو إليه الحاجة ، وعلى هذا المثال قد تداف أيضا هذه الأقرصة في بعض الأوقات بالخل وبالشراب وبالماء وبالسكنجبين والخل الممزوج بماء العسل وهذا الطين المجلوب أيضا من لميون المعروف بالخواتيم وبالطين المختوم الحال فيه كهذه الأقرصة لأنه قد يداف بكل واحد من هذه الأنواع فيكون منه دواء نافع في لزاق الجراحات الطرية وفي شفاء الجراحات المتقادمة والخبيثة أو العسرة الإندمال. ديسقوريدوس في الخامسة : هذه التربة تستخرج من معادن (١) ذاهبة في الأرض شبيهة بالسرب ويخلط بدم عنز والناس الذين هناك يطبعونها بخاتم فيه مثال عنز يسمونها شقراحنس ومعناه علامة الخاتم أن يؤثر الخاتم في الشيء المختوم ، والطين المختوم إذا شرب فقوته بها يضاد الأدوية القتالة مضادة قوية ، وإذا تقدم في شربه وشرب بعده الدواء القتال أخرجه بالقيء ويوافق لذع ذوات السموم القتالة من الحيوان ونهشها وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المركبة. ماسرحويه : إذا سحق وخلط بالخل ودهن الورد والماء البارد وطلي على الورم الحار نفعه وأبرأه ويقطع الدم من حيث خرج. ابن سينا في الأدوية القلبية : الطين المختوم معتدل المزاج في الحر والبرد مشاكل جدّا للإنسان إلا أن يبسه أكثر من رطوبته وفيه رطوبة شديدة الإمتزاج باليبوسة فلذلك فيه لزوجة وتغرية ولأن اليبوسة فيه أكثر ففيه مع ذلك تشف وله خاصة عجيبة في تقوية القلب وتقريحه ويخرج إلى حدّ التقريح والترياقية المطلقة حتى يقاوم السموم كلها ، وإذا شرب على السم أو قبله حمل الطبيعة على قذفه ويشبه أن تكون خاصيته تنوير القلب وتقريحه وتعديله ويعينهما ما فيه من اللزوجة والقبض ويزيد الروح مع ذلك متانة فتجتمع إلى التقريح التقوية. مسيح : وينفع شرب سحيقه وشرب نقيعه من الوباء في زمن الوباء. الخوز : أجوده الذي ريحه ريح الشب وإذا ذر على فم الجرح السائل منه الدم قطعه. بولس : إذا حقن به الدوسنطاريا المتآكل بعد أن يغسل المعي قبل ذلك بماء العسل ثم بماء مالح أبرأه.
طين الأرض : هو الأبليز. جالينوس : وطين الأرض السمينة الدسمة فإني رأيت أهل الإسكندرية وأهل مصر يستعملونها فبعضهم يستعلمها بإرادته وهواه وبعضهم بمنام يراه ولقد رأيت بالإسكندرية مطحولين ومستسقين كثيرا يستعملون طين أرض مصر وخلق كثير يطلون من هذا الطين على سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وأعضائهم وظهورهم ورؤوسهم وأضلاعهم فينتفعون به منفعة بينة عظيمة وعلى هذا النوع قد ينفع هذا الطلاء للأورام العتيقة والأورام المترهلة الرخوة ، وإني لأعرف قوما قد ترهلت أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل وانتفعوا بهذا الطلاء نفعا بينا ، وقوم آخرون شفوا بهذا الطين أيضا أوجاعا مزمنة وكانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكنا شديدا فبرئت وذهبت. ديسقوريدوس في الخامسة : كل أصناف الطين الذي يستعمل في أعمال الطب لها قوّة تقبض وتنفع في التبريد والتغرية وتختلف بأن لكل واحد منها خاصية في المنفعة من شيء دون شيء آخر وينفع منه غيره من
__________________
١) قوله : من معادن في نسخة من مغارة اه.