الرطوبات ولذلك إذا صب في القروح الوسخة العميقة وافقها ، وإذا طبخ ووضع على اللحم المشقق ألزقه ، وإذا طبخ مع الشبث الرطب ولطخت به القوابي أبرأها ، وإذا خلط بملح مسحوق من الملح المحتفر من معادنه وقطر فاترا في الأذن سكن ورمها ودويها وأبرأها من أوجاعها وإذا تلطخ به قتل القمل والصيبان وإذا كان إنسان قلفته صغيرة من غير ختان فمرسها بعد خروجه من الحمام ولطخ عليها العسل وفعل ذلك شهرا كاملا أطالها وهو يجلو ظلمة البصر وإذا تحنك به أو تغرغر به أبرأ أورام الحلق وأورام العضل التي عن جنبتي اللسان والحنك واللوزتين والخناق ويدر البول ويوافق السعال إذا شرب سخنا بدهن الورد وينفع من نهش الهوام وشرب عصارة الخشخاش الأسود ، وإذا ألعق أو شرب نفع من أكل الفطر القتال ومن عضة الكلب الكلب والذي لم تؤخذ رغوته نافخ يحرك السعال ويسهل البطن ، ولذلك ينبعي أن يستعمل وقد نزعت رغوته وأجوده الربيعي وبعده الصيفي وأردؤه الشتوي لأنه أغلظها ، وإذا غلظ لم تكن له تلك القوّة ، وأما العسل الذي يكون في الجزيرة التي يقال لها سردونيا مر الطعم لرعي الأفسنتين فإنه إذا لطخ به الوجه نقى الكلف العارض فيه وسائر الأوساخ العارضة من فضول الكيموسات وقد يكون بالبلاد التي يقال لها أرقليانيطيقي في بعض الأزمنة بخاصة في الزهر عسل يعرض منه لآكله ذهاب العقل يعمه بغتة والعرق الكثير وإذا أكلوا السذاب والسمك المالح وشربوا الشراب المسمى أويومالي انتفعوا به وينبغي أن يعاود الأكل مرة بعد مرة ويتقيؤوا بعد أكله وشربه ، وهذا العسل حريف وإذا شم حرك العطاس وإذا تلطخ به بعد أن يخلط بالقسط نقى الكلف وإذا خلط بالملح ذهب بآثار الضرب الباذنجانية. البصري : سريع الإستحالة إلى الصفراء لحاس للبلغم جيد للمشايخ والمبرودين رديء في الصيف لذوي الأمزاج الحارة. البصري : له جلاء وطيب ولطافة يجذب الرطوبات من قعر البدن وينقي أوساخ الجروح وهو صالح للمبلغمين والمرطوبين يلين الطبيعة ويغذو الأبدان إلا أنه رديء لأصحاب الصفراء ولا سيما الصعتري منه فأما الوردي منه فإنه طيب الرائحة والمذاقة وهو أقل حرارة من الصعتري ، وأجود العسل ما حلا جدّا وكان أحمر فيه حدة يسيرة وطيب رائحة ولم يكن سيالا ولا متينا ، وأما العسل الذي يشوبه مرارة من رعي الأفسنتين فهو أصلح من جميع أنواع العسل للكبد والمعدة ويفتح السدد وهو صالح لمن به حبن ، وأما العسل الذي يعمله النحل من الحاشا فنافع للسدد أيضا فتاح لها وخاصة العسل جذب الرطوبات وحفظ اللحوم من أن تفسد أو تنتن. وقال : وأما العسل الغير المطبوخ فصالح للمعدة الباردة والأمعاء الوارمة ووجع المعدة الكائن من البلغم منه للطعام ويغذو غذاء جيدا وينفع اللقوة. قال : وأما العسل المطبوخ فصالح للقيء ملين للطبيعة يقيأ به من شرب أدوية قتالة مع دهن سمسم رطلا وهو المثلث. قال : وشراب ماء الشهد ليس بجيد للمريض لما يشوبه من الشمع وهو شراب من كان من الأصحاء قوى المعدة. وقال الرازي في الحاوي : والعسل أحمد ما يتعالج به للثة والأسنان وذلك أنه قد يجمع مع التنقية والجلاء لها صقلها إلى أن ينبت لحم اللثة وهو من أنفع ما عولج به وأسهله إستعمالا وقد ظن قوم أن العمل يرخي المعدة واللثة لحلاوته ولم يعلموا أنه لا يرخي اللثة من الحلاوات إلا ما كان في طبعه رطبا والعسل يابس وإنما ترخي الحلاوة إذا كانت مفردة لا حراقة معها كما مع العسل