يحمل إلى الشام جميعه وتعرفه عامّة مصر بالعكنة ، ونحن في بلاد الأندلس نعرف هذا النوع بالسورنجان الدقيق ، وينبت عندنا بالجبال وهو أيضا موجود بإفريقية والنساء بديار مصر تشربه للسمنة مع عروق المستعجلة وهو مأمون لا يجدون منه مضرّة ألبتة. الرازي : العكنة تزيد في الباه وتحمر الوجه وتحسنه إذا شربت في الأسوقة لا تخطئ إلا أنها ربما هيجت أمراضا حادّة ويبلغ من قوّتها أنها ربما أعقبت حمرة لون قانية مثل الشامة في الوجه والرأس والمفاصل.
عكير : الغافقي : ليس هو وسخ الكوائر كما زعم ابن سمحون وابن واقد وغيرهما ، ووسخ الكوائر هو شيء أسود ويوجد في حيطان الكوائر ملطخا ، وهو أوّل ما يضع النحل ثم يبنى الشمع عليه ، وأما العكير فهو شيء كالخبيص ليس بشمع ولا عسل ، وإذا غمزته تفرّق وليس بشديد الحلاوة وتجيء به النحل على أعضادها وسوقها كما تجيء بالشمع ، ويقال : عكير وأكثر ما يكثر منه النحل في السنة المجدبة ويوجد في أفواه الكوائر ، ومداخل النحل ومخارجها ، ويؤكل كما يؤكل الخبز فيشبع وهو مفسد للعسل والناس يكرهونه لذلك.
عكرش : زعم قوم أنه الثيل نفسه ، وقال آخرون : إنه النوع القصبي منه المسمى فالامغرسطس ، ومنهم من زعم أن العكرش نوع من الحرشف. وفي الكتاب الحاوي العكرش هو النبات المسمى باليونانية أرارانوطاي وهي العشبة المقدّسة ، وقال في موضع منه أنه ألنيطاقلن ، وقال فيه إنه النبات المسمى باليونانية أفاراني وهو البلسكي بالعربية.
وفي موضع آخر من كتاب الرحلة العكراش إسم عربي وهو عند العرب بالحجاز البكرش مخصوص بنوع من النبات منبسط على الأرض عدسي الشكل له زهر دقيق يخلف بزرا على قدر الجاورس في غلفه حمصي الشكل طعمه طعم البقل الحمصي أول الإسم عين مكسورة بعدها كاف ساكنة ثم راء مكسورة بعدها شين معجمة.
عليق : ديسقوريدوس في الرابعة : باطس وهو العليق نبات معروف. إسحاق بن عمران : وورقه مشاكل لورق الورد في خضرته وشكله وخشونته وله ثمر شبيه بثمر التوت.
جالينوس في ٦ : ورق هذا النبات وأطرافه وزهره وثمرته وأصله جميعا فيها طعم قابض بين إلا أنها مختلفة في هذا الطعم فالورق منه خاصة الطري الغض لما كانت المائية فيه كثيرة صار قليل القبض ، وكذا أطرافه وبهذا السبب متى مضغت شفت القلاع وغيره من قروح الفم وهي أيضا تدمل الجراحات كلها لأن مزاجها مركب من جوهر أرضي بارد ، ومن جوهر مائي فاتر ، وأما ثمرته فإنها إن كانت نضيجة فإن الأكثر فيها يكون الجوهر الأرضي ، ولذلك تكون غضة وتجفف تجفيفا شديدا وكلاهما يجففان ويحفظان فإذا جففا كانا أشد تجفيفا منهما إذا كانا رطبين وزهرة العليق أيضا قوّتها هذه القوّة بعينها الموجودة في ثمرته ١ وينفع على ذلك المثال من قروح الأمعاء واستطلاق البطن ولضعف قوّة الأمعاء ولنفث الدم ، وأما أصل العليق مع قبضه ففيه جوهر لطيف ليس بيسير فهو لذلك يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين. ديسقوريدوس : وورقه قابض مجفف وأغصانه إذا طبخت مع الورق صبغ طبيخها الشعر ، وإذا شرب عقل البطن وقطع سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم ويوافق نهش الدابة التي يقال لها قرسطس وهي حية لها قرنان ، وإذا مضغ الورق شدّ اللثة وأبرأ القلاع ، وإذا تضمد بالورق منع النملة من أن تجري في البدن وأبرأ قروح الرأس الرطبة ونتوء العين والظفرة والبواسير الناتئة في المقعدة والبواسير التي يسيل
__________________
١) نخ شجرته.