النبات المسمى بالبربرية برهلان (١) وهو الطباق ورجعوا في ذلك إلى قول إسحاق بن عمران وأحمد بن أبي خالد وهذا غلط منهم فاحش لأن البرهلان قد ذكره ديسقوريدوس في الثالثة وسماه باليونانية فوتيرا وهو الطباق بالعربية وقد ذكرته في حرف الطاء ، وأما بعض أطباء الأندلس فإنهم يستعملون هذا الدواء الذي تكلمنا في هيئته وقوّته كديسقوريدوس وجالينوس وأهل أطباء شرق الأندلس أعاده اللّه إلى الإسلام يسمونه الزيمنده بعجمية الأندلس ، وأما أطباء العراق والشأم والديار المصرية فليس يعرفون شيئا مما ذكرناه وإنما يستعملون نباتا آخر شديد المرارة له زهر أزرق إلى الطول ما هو وله قضبان مدوّرة دقاق تشبه الدقيق من الأسل ولون ورقه وقضبانه إلى الصفرة وجميعه شديد المرارة أمرّ من الصبر وهو أشد قوّة وأظهر نجحا في تفتيح سدد الكبد وغيرها من الدواء الذي قالت التراجمة عنه أنه الغافث في مفردات ديسقوريدوس وجالينوس فاعلمه. وقال بديغورس : وبدله نصف وزنه أسارون ووزنه ونصف وزنه أفسنتين.
غار : أبو حنيفة : هو شجر عظام له ورق طوال أطول من ورق الخلاف وحمل أصغر من البندق أسود القشر له لب يقع في الدواء وورقه طيب الريح يقع في العطر ويقال لثمره الدهشمت وهو إسم أعجمي وهو من نبات الجبال ، وقد ينبت في السهل وأهل الشام يسمونه الرند. ديسقوريدوس في الأولى : دافني ، ومنه ما ورقه دقيق ومنه ما ورقه أعرض من النبات الآخر وكلاهما ملين مسخن ، ولذلك إذا جلس في مائهما وافق أمراض المثانة والرحم والطري من ورقهما يقبض قبضا يسيرا ، وإذا تضمد به مسحوقا نفع من لسع الزنابير والنحل ، وإذا تضمد به مع خبز أو سويق سكن ضربان الأورام الحارة ، وإذا شرب أرخى المعدة وحرك القيء ، وأما حب الغار فإنه أشد إسخانا من الورق وإذا استعمل منه لعوق بالعسل أو بالطلاء كان صالحا لقرحة الرئة وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب والصدر الذي يسيل إليه الفضول ، وقد يشرب بخمر للسعة العقرب ، وقد يقلع للبهق ، وإذا خلط كسبه بخمر عتيق ودهن ورد وقطر في الآذان نفع من دويها وألمها ومن عسر السمع ، وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء ، وفي أخلاط مسوحات محللة مسخنة وقشر أصل الغار إذا شرب منه مقدار ٩ قراريط فتت الحصاة ، وقتل الجنين ، ونفع من كانت كبده عليلة. جالينوس في ٦ : ورق هذه الشجرة وثمرتها وهي حب الغار يسخنان ويجففان إسخانا وتجفيفا قويا وخاصة حب الغار ، وأما لحاء أصل هذه الشجرة فهو أقل حدة وحرافة وأشد مرارة وفيه شيء قابض فلذلك يفتت الحصاة وينفع من علل الكبد ويشرب منه وزن ٤ دوانق ونصف بشراب ريحاني. الفلاحة : من قطف من ورقه واحدة بيده من غير أن يسقط إلى الأرض ويجعلها خلف أذنه شرب من الشراب ما شاء ولم يسكر ، وزعم قوم أنه إن أخذ عود من عود شجر الغار وعلق على الموضع الذي ينام الطفل فيه الذي يفزع دائما نفعه منفعة كبيرة. إسحاق بن عمران : حب الغار نافع من وجع الطحال الكائن من الرطوبة إذا شرب مع الراسن ، وينفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والرياح الغليظة. الرازي : يستعط به للقوّة. الغافقي : إن شرب منه مقدار ملعقتين يابسا مسحوقا سكن المغص من ساعته فإن رش نقيعه في البيت طرد عنه الذباب ، وورقه إذا طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان.
غاليون : ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من سماه غاليون وغالارتون فاشتقاق هذين الإسمين
__________________
١) نخ ترهلان.