من اللبن وكل واحد منهما فيه شبه من اللبن قريب مثل شبه اللبني من اللبن ، وإنما اشتق اسمه من اللبن لأنه يجمد اللبن مثل ما تجمده الأنفحة وهو نبات له ورق وقضيب شبيه بورق وقضيب النبات الذي يقال له فاريني ١ وهو قائم النبات وعليه زهر أصفر دقاق كثيف كبير طيب الرائحة. جالينوس في ٦ : قوّته مجففة فيها من الحدّة والحرافة شيء يسير وزهرته تنفع انفجار الدم ، وقد ظنوا أنها أيضا تشفي حرق النار ورائحته طيبة ولونها شبيه بلون السفرجل. ديسقوريدوس : وزهره إذا تضمد به وافق حرق النار والنزف ، وقد يخلط بقيروطي متخذ بدهن ورد ويشمس إلى أن يبيض ، وإذا فعل به ذلك كان صالحا لوجع الأعياء ، وأصل هذا النبات يحرك شهوة الجماع وينبت في الآجام.
غالسيفس : عامتنا بالأندلس تسميه بالحملج وأهل مصر تسميه بالمنتنة وهو كثير بالبساتين ينبت بنفسه من غير أن يزرع يشبه نباته نبات القريص ، إلا أنه أملس لا يلذع البتة.
ديسقوريدوس في ٤ : هو نبات يشبه فاليقي وهو الأبخرة في جميع الأشياء إلا أن ورقه أشد ملاسة من ورق فاليقي ، وإذا فرك ورقه فاحت منه رائحة منتنة جدّا ، وله زهر دقاق لونه إلى الفرفيرية ، وينبت في السياجات وفي الطرق والخربات وقوّة الورق والقضبان محللة للجساء والأورام السرطانية والخنازير والأورام التي يقال لها قوحثلا ، والأورام العارضة في أصول الآذان ، فينبغي إذا احتيج إلى ضماد ودق هذا النبات أو قضبانه أن يدق الورق والقضبان ويخلط المستعمل منها بالخل ، ويعمل منها ضماد وتضمد به هذه الأورام وهو فاتر مرتين في النهار ، وقد ينتفع بطبيخ الورق والقضبان في هذه الأورام التي ينتفع بالضماد فيها إذا صب عليها والورق والقضبان إذا تضمد به مع الملح كانا صالحين للقروح الخبيثة والأكلة.
الشريف : قوته حارة يابسة في الثالثة إذا أكل ورقه رعيا نفع من السعال المزمن والنهش والتضايق ولا يوجد دواء يعدله في ذلك.
غاريقون : ديسقوريدوس في الثالثة : هو أصل شبيه بأصل الأنجدان ظاهره ليس بكثيف مثل أصل الأنجدان بل هو متخلخل كله وهو صنفان ذكر وأنثى وأجودهما الأنثى ، فأما الأنثى فإن في داخله طبقات مستقيمة والذكر مستدير ليس بذي طبقات بل هو شيء واحد وكلاهما في الطعم متشابهان ، وأوّل ما يذاقان يوجد في طعمهما حلاوة ثم من بعد يتغير طعمهما عما كان فيه من الحلاوة ثم يتزايد التغير فيه إلى أن يظهر فيه شيء من مرارة ويكون بالبلاد التي يقال لها غارفا من البلاد التي يقال لها سرماطيقي. ومن الناس من زعم أنه أصل نبات ، ومنهم من قال : إنه يتكوّن من العفونة في شجار تتسوّس كمثل ما يتكوّن الفطر والغاريقون أيضا يكون في الأرض التي يقال لها غالاطينا من البلاد التي يقال لها آسيا ، وفي البلاد التي يقال لها قليقيا على الشجر الذي يقال لها الشربين إلا أنه ريع التفتت ضعيف القوّة. جالينوس في ٦ : الغاريقون هو دواء إذا ذاقه الإنسان وجد له حلاوة في أوّل مذاقته ثم إنه في آخر الأمر يجد له مرارة وبعد أن يمضي لذلك وقت تتبين منه حرافة وشيء من قبض يسير وهو أيضا رخو الجرم ، وهذه الأشياء كلها يعلم منها أن هذا الدواء مركب من جوهر هوائي وجوهر أرضي قد لطفته الحرارة وأنه ليس فيه شيء من المائية أصلا ، ومن أجل ذلك قوّته قوّة محللة مقطعة للأشياء الغليظة ، فهو بهذا السبب فتاح للسدد الحادثة في الكبد والكليتين ويشفي من اليرقان
__________________
١) نخ أفارني.