أقول : والكلام فيه كالكلام في سابقه.
وفي المجمع ، : ذكر البلخي عن الحسن : أن قوله : « وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ » الآية ـ نزلت قبل قوله : « كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ » ـ وهي في القراءة بعدها.
أقول : وتقدم مدلول إحدى الآيتين على مدلول الأخرى بحسب الوقوع لا يلازم سبقها نزولا ، ولا دليل من جهة السياق يدل على ما ذكره.
وفي تفسير العياشي ، عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قوله تعالى : « وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ـ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ » ـ فقال : الشوكة التي فيها القتال :
أقول : وروى مثله القمي في تفسيره.
وفي المجمع ، قال أصحاب السير وذكر أبو حمزة وعلي بن إبراهيم في تفسيرهما ـ دخل حديث بعضهم في بعض ـ : أقبل أبو سفيان بعير قريش من الشام ـ وفيها أموالهم وهي اللطيمة ، وفيها أربعون راكبا من قريش ـ فندب النبي صلىاللهعليهوآله أصحابه للخروج إليها ليأخذوها ، وقال : لعل الله أن ينفلكموها ـ فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم ، ولم يظنوا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله يلقى كيدا ولا حربا ـ فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان ـ والركب لا يرونها إلا غنيمة لهم ـ.
فلما سمع أبو سفيان بمسير النبي صلىاللهعليهوآله ـ استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة ، وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم ـ ويخبرهم أن محمدا قد تعرض لعيرهم في أصحابه ـ فخرج ضمضم سريعا إلى مكة ـ.
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب رأت فيما يرى النائم ـ قبل مقدم ضمضم بن عمرو بثلاث ليال ـ أن رجلا أقبل على بعير له ينادي يا آل غالب ـ اغدوا إلى مصارعكم ثم وافى بجمله على أبي قبيس ـ فأخذ حجرا فدهدهه من الجبل ـ فما ترك دارا من دور قريش إلا أصابته منه فلذة ـ فانتبهت فزعة من ذلك وأخبرت العباس بذلك ـ فأخبر العباس عتبة بن ربيعة ـ فقال عتبة : هذه مصيبة تحدث في قريش ، وفشت الرؤيا فيهم وبلغ ذلك أبا جهل ـ فقال : هذه نبية ثانية في بني عبد المطلب ، واللات والعزى