للفعل الخاص الاختياري بما هو فعل خاص اختياري لا صفة للفعل المطلق إذ لا وجود له أي كان من الواجب أن يصدر الفعل عن إرادة فاعله واختياره وإلا تخلف المعلوم عن العلم لا أن يتعلق العلم بالفعل الاختياري ثم يدفع صفة الاختيار عن متعلقه ويقيم مقامها صفة الضرورة والإجبار.
فقد وضع في الحجة الفعل المطلق مكان الفعل الخاص فعد ضروريا مع أن الضروري تحقق الفعل بوصف الاختيار نظير الممكن بالذات الواجب بالغير ففي الحجة مغالطة بالخلط بين الفعل المطلق والفعل المقيد بالاختيار.
ومن هنا يتبين عدم استقامة تعليل ضرورة عدم إيمانهم بتعلق العلم الأزلي به فإن تعلق العلم الأزلي بفعل إنما يوجب ضرورة وقوعه بالوصف الذي هو عليه فإن كان اختياريا وجب تحققه اختياريا وإن كان غير اختياري وجب تحققه كذلك.
على أنه لو كان معنى قوله : « وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ » امتناع إيمانهم لتعلق العلم الأزلي بعدمه لاتخذوه حجة على النبي صلىاللهعليهوآله وعدوه عذرا لأنفسهم في استنكافهم عن الإيمان كما اعترف به بعض المجبرة.
( بحث روائي )
في تفسير القمي في قوله تعالى : « إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً ـ فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ » حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تخضع رقابهم يعني بني أمية ـ وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر.
أقول : وهذا المعنى رواه الكليني في روضة الكافي ، والصدوق في كمال الدين ، والمفيد في الإرشاد ، والشيخ في الغيبة ، ، والظاهر أنه من قبيل الجري دون التفسير لعدم مساعدة سياق الآية عليه.
( وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ