بن علي الباقر عليهالسلام في حديث : وقال نوح ـ إن الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له هود ـ وإنه يدعو قومه إلى الله عز وجل فيكذبونه ـ وإن الله عز وجل يهلكهم بالريح ـ فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه ـ فإن الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح.
وأمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصية ـ عند رأس كل سنة ويكون يوم عيد لهم ـ فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الذي يخرج فيه.
فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا ـ نظروا فيما عندهم من العلم والإيمان ـ وميراث العلم والاسم الأكبر وآثار علم النبوة ـ فوجدوا هودا نبيا وقد بشرهم أبوهم نوح به ـ فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فنجوا من عذاب الريح ، وهو قول الله عز وجل : « وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً » وقوله : « كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ ـ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ »
وفي المجمع في قوله تعالى : « آيَةً تَعْبَثُونَ » أي ما لا تحتاجون إليه لسكناكم ـ وإنما تريدون العبث بذلك واللعب واللهو ـ كأنه جعل بناءهم ما يستغنون عنه عبثا منهم ـ عن ابن عباس في رواية عطاء ، ويؤيده الخبر المأثور عن أنس بن مالك ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج فرأى قبة فقال : ما هذه؟ فقالوا له أصحابه : هذا لرجل من الأنصار ـ فمكث حتى إذا جاء صاحبها فسلم في الناس ـ أعرض عنه صنع ذلك مرارا ـ حتى عرف الرجل الغضب به والإعراض عنه.
فشكا ذلك إلى أصحابه وقال : والله إني لأنكر نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ما أدري ما حدث في وما صنعت؟ قالوا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فرأى قبتك فقال : لمن هذه؟ فأخبرناه فرجع إلى قبته فسواها بالأرض ـ فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم فلم ير القبة فقال : ما فعلت القبة التي كانت هاهنا؟ قالوا : شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه ـ فأخبرناه فهدمها.
فقال : إن كل ما يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة ـ إلا ما لا بد منه.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ » قال : تقتلون بالغضب من غير استحقاق.