والذي نقله من الوجوه الأخر خمسة أحدها : أن الملائكة حملته إليه. الثاني : أن الريح حملته. الثالث : أن الله خلق فيه حركات متوالية. الرابع : أنه انخرق مكانه حيث هو هناك ثم نبع بين يدي سليمان. الخامس : أن الله أعدمه في موضعه وأعاده في مجلس سليمان.
وهناك وجه آخر ذكره بعضهم وهو أن الوجود بتجدد الأمثال بإيجاده وقد أفاض الله الوجود لعرشها في سبإ ثم في الآن التالي عند سليمان. وهذه الوجوه بين ممتنع كالخامس وبين ما لا دليل عليه كالباقي.
وفيه ، وروى العياشي في تفسيره ، بالإسناد قال : التقى موسى بن محمد بن علي بن موسى ويحيى بن أكثم ـ فسأله. قال : فدخلت على أخي علي بن محمد عليهالسلام ـ إذ دار بيني وبينه من المواعظ ـ حتى انتهيت إلى طاعته فقلت له : جعلت فداك إن ابن أكثم سألني عن مسائل أفتيه فيها ـ فضحك ثم قال : هل أفتيته فيها قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لم أعرفها ـ قال : ما هي؟ قلت : قال : أخبرني عن سليمان ـ أكان محتاجا إلى علم آصف بن برخيا؟ ثم ذكرت المسائل الأخر :
قال : اكتب يا أخي بسم الله الرحمن الرحيم ـ سألت عن قول الله تعالى في كتابه : « قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ » فهو آصف بن برخيا ـ ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف آصف ـ لكنه أحب أن تعرف أمته من الجن والإنس ـ أنه الحجة من بعده ـ وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ـ ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته ـ كما فهم سليمان في حياة داود ـ ليعرف إمامته ونبوته من بعده ـ لتأكيد الحجة على الخلق.
أقول : وأورد الرواية في روح المعاني ، عن المجمع ثم قال : وهو كما ترى انتهى ولا ترى لاعتراضه هذا وجها غير أنه رأى حديث الإمامة فيها فلم يعجبه.
وفي نور الثقلين ، عن الكافي عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ـ إلى أن قال ـ وخرجت ملكة سبإ فأسلمت مع سليمان عليهالسلام.
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ