فالمعنى : لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا ولا تمش في الأرض مشية من اشتد فرحه إن الله لا يحب كل من تأخذه الخيلاء ـ وهو التكبر بتخيل الفضيلة ـ ويكثر من الفخر. وقال بعضهم إن معنى : « لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ » لا تلو عنقك لهم تذللا عند الحاجة وفيه أنه لا يلائمه ذيل الآية.
قوله تعالى : « وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ » القصد في الشيء الاعتدال فيه والغض ـ على ما ذكره الراغب ـ النقصان من الطرف والصوت فغض الصوت النقص والقصر فيه.
والمعنى : وخذ بالاعتدال في مشيك وبالنقص والقصر في صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير لمبالغتها في رفعه.
( بحث روائي )
في الكافي ، بإسناده عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إن من الكبائر عقوق الوالدين ـ واليأس من روح الله والأمن من مكر الله
وقد روي : أكبر الكبائر الشرك بالله.
وفي الفقيه ، في الحقوق المروية عن سيد العابدين عليهالسلام : حق الله الأكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا ـ فإذا فعلت ذلك بإخلاص ـ جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
قال : وأما حق أمك ـ أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا ـ وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ـ ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك ، وتضحى وتظلك ، وتهجر النوم لأجلك ، ووقتك الحر والبرد لتكون لها ـ فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه.
وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك ـ فإنك لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك ـ فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ـ فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله.
وفي الكافي ، بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : جاء رجل