لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٤٠) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (٤١) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢) ).
( بيان )
فصل آخر من قصة موسى عليهالسلام وقد أودع فيه إجمال قصته من حين سار بأهله من مدين قاصدا لمصر وبعثته بالرسالة إلى فرعون وملئه لإنجاء بني إسرائيل وتكذيبهم له إلى أن أغرقهم الله في اليم وتنتهي القصة إلى إيتائه الكتاب وكأنه هو العمدة في سرد القصة.
قوله تعالى : « فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً » إلخ ، المراد بقضائه الأجل إتمامه مدة خدمته لشعيب عليهالسلام والمروي أنه قضى أطول الأجلين ، والإيناس الإبصار والرؤية ، والجذوة من النار القطعة منها ، والاصطلاء الاستدفاء.
والسياق يشهد أن الأمر كان بالليل وكانت ليلة شديدة البرد وقد ضلوا الطريق فرأى من جانب الطور وقد أشرفوا عليه نارا فأمر أهله أن يمكثوا ليذهب إلى ما آنسه لعله يجد هناك من يخبره بالطريق أو يأخذ قطعة من النار فيصطلوا بها ، وقد وقع في القصة من سورة طه موضع قوله : « لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ » إلخ قوله : « لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً » طه : ١٠ ، وهو أدل على كونهم ضلوا الطريق.
وكذا في قوله خطابا لأهله : « امْكُثُوا » إلخ ، شهادة على أنه كان معها من يصح