وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ـ ٢٧. أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ـ ٢٨. كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ـ ٢٩. )
( بيان )
لما حكى سبحانه عن المشركين رميهم النبي صلىاللهعليهوآله ودعوته الحقة باختلاق وأنها ذريعة إلى التقدم والرئاسة وأنه لا مرجح له عليهم حتى يختص بالرسالة والإنذار. ثم استهزائهم بيوم الحساب وعذابه الذي ينذرون به ، أمر النبي صلىاللهعليهوآله بالصبر وأن لا يزلزله هفواتهم ولا يوهن عزمه وأن يذكر عدة من عباده الأوابين له الراجعين إليه فيما دهمهم من الحوادث.
وهؤلاء تسعة من الأنبياء الكرام ذكرهم الله سبحانه : داود وسليمان وأيوب وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع وذو الكفل عليهالسلام ، وبدأ بداود عليهالسلام وذكر بعض قصصه.
قوله تعالى : « اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ » الأيد القوة وكان عليهالسلام ذا قوة في تسبيحه تعالى يسبح ويسبح معه الجبال والطير وذا قوة في ملكه وذا قوة في علمه وذا قوة وبطش في الحروب وقد قتل جالوت الملك كما قصه الله في سورة البقرة.
والأواب اسم مبالغة من الأوب بمعنى الرجوع والمراد به كثرة رجوعه إلى ربه.
قوله تعالى : « إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ » الظاهر أن « مَعَهُ » متعلق بقوله : « يُسَبِّحْنَ » وجملة « مَعَهُ يُسَبِّحْنَ » بيان لمعنى التسخير وقدم الظرف لتعلق العناية بتبعيتها لداود واقتدائها في التسبيح لكن قوله تعالى في موضع