في كل نائبة وينصر عند طروق الطارقة ويطمأن إليه في كل نازلة وفي الآخرة سعادة دائمة ونعيم مقيم.
وقيل : « فِي هذِهِ الدُّنْيا » متعلق بحسنة. وليس بذاك.
وقوله : « وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ » حث وترغيب لهم في الهجرة من مكة إذ كان التوقف فيها صعبا على المؤمنين بالنبي صلىاللهعليهوآله والمشركون يزيدون كل يوم في التشديد عليهم وفتنتهم ، والآية بحسب لفظها عامة.
وقيل : المراد بأرض الله الجنة أي إن الجنة واسعة لا تزاحم فيها فاكتسبوها بالطاعة والعبادة. وهو بعيد.
وقوله : « إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ » توفية الأجر إعطاؤه تاما كاملا ، والسياق يفيد أن القصر في الكلام متوجه إلى قوله : « بِغَيْرِ حِسابٍ » فالجار والمجرور متعلق بقوله : « يُوَفَّى » صفة لمصدر يدل عليه والمعنى لا يعطى الصابرون أجرهم إلا إعطاء بغير حساب ، فالصابرون لا يحاسبون على أعمالهم ولا ينشر لهم ديوان ولا يقدر أجرهم بزنة عملهم.
وقد أطلق الصابرون في الآية ولم يقيد بكون الصبر على الطاعة أو عن المعصية أو عند المصيبة وإن كان الذي ينطبق على مورد الآية هو الصبر على مصائب الدنيا وخاصة ما يصيب من جهة أهل الكفر والسوق من آمن بالله وأخلص له دينه واتقاه.
وقيل : « بِغَيْرِ حِسابٍ » حال من « أَجْرَهُمْ » ويفيد كثرة الأجر الذي يوفونه ، والوجه السابق أقرب.
( بحث روائي )
في الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه عن يزيد الرقاشي : أن رجلا قال : يا رسول الله ـ إنا نعطي أموالنا التماس الذكر فهل لنا في ذلك من أجر؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله لا يقبل إلا ممن أخلص له. ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه الآية « أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ».
وفيه ، أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن ابن عباس: « وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ