إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ » يقول : غبنوا أنفسهم وأهليهم.
وفي المجمع في قوله تعالى : « وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ ـ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى » : روى أبو بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : أنتم هم ومن أطاع جبارا فقد عبده.
أقول : وهو من الجري.
وفي الكافي : بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام : يا هشام إن الله تبارك وتعالى ـ بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : « فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ـ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ».
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم: في قوله تعالى : « وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها » قال : نزلت هاتان الآيتان في ثلاثة نفر ـ كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله ، في زيد بن عمرو بن نفيل ـ وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي.
أقول : ورواه في المجمع ، عن عبد الله بن زيد ، وروي في الدر المنثور ، أيضا عن ابن مردويه عن ابن عمر: أنها نزلت في سعيد بن زيد وأبي ذر وسلمان ، وروي أيضا عن جويبر عن جابر بن عبد الله: أنها نزلت في رجل من الأنصار أعتق سبعة مماليك ـ لما نزل قوله تعالى : « لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ » الآية ، والظاهر أن الجميع من تطبيق القصة على الآية.
* * *
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ ـ ٢١. أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ