منها : أن التقديم بمعنى التقدم فهو لازم ومعنى « لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ » لا تعجلوا بالأمر والنهي دون الله ورسوله ولا تقطعوا بالأمر والنهي دون الله ورسوله ، وربما قيل : إن التقديم في الآية بمعناه المعروف لكنه مستعمل بالإعراض عن متعلقاته كقوله : « يُحْيِي وَيُمِيتُ » الحديد : ٢ ، فيئول المعنى إلى مجرد كون شيء قدام شيء فيرجع إلى معنى التقدم.
واللفظ مطلق يشمل التقدم في قول أو فعل حتى التقدم على النبي صلىاللهعليهوآله في المشية والجلسة ، والتقدم بالطاعات الموقتة قبل وقتها وغير ذلك.
ومنها : أن المراد النهي عن التكلم قبل رسول الله صلىاللهعليهوآله أي إذا كنتم في مجلسه وسئل عن شيء فلا تسبقوه بالجواب حتى يجيب هو أولا.
ومنها : أن المعنى : لا تسبقوه بقول أو فعل حتى يأمركم به.
ومنها : أن المعنى : لا تقدموا أقوالكم وأفعالكم على قول النبي صلىاللهعليهوآله وفعله ولا تمكنوا أحدا يمشي أمامه.
والظاهر أن تفسير « لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ » بالنهي عن التقديم بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقط في هذه الوجوه الثلاثة الأخيرة مبني على حملهم ذكر الله تعالى مع رسوله في الآية على نوع من التشريف كقوله : أعجبني زيد وكرمه فيكون ذكره تعالى للإشارة إلى أن السبقة على النبي صلىاللهعليهوآله على أي حال في معنى السبقة على الله سبحانه.
ولعل التأمل فيما قدمناه من الوجه يكفيك في المنع عن المصير إلى شيء من هذه الوجوه.
وقوله : « وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » أمر بالتقوى في موقف الاتباع والعبودية ولا ظرف للإنسان إلا ظرف العبودية ولذلك أطلق التقوى.
وفي قوله : « إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » تعليل للنهي والتقوى فيه أي اتقوه بالانتهاء عن هذا النهي فلا تقدموا قولا بلسانكم ولا في سركم لأن الله سميع يسمع أقوالكم عليم يعلم ظاهركم وباطنكم وعلانيتكم وسركم.
قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ » إلخ ، وذلك بأن تكون أصواتهم عند مخاطبته وتكليمه صلىاللهعليهوآله أرفع من صوته وأجهر لأن في