وأهل الفسق بالشر لأنه منتقم شديد العقاب.
فتوصيف الرب ـ الذي أثنى على سعة رحمته ـ بذي الجلال والإكرام للإشارة إلى أن لأسمائه الحسنى وصفاته العليا دخلا في نزول البركات والخيرات من عنده ، وأن نعمه وآلاءه عليها طابع أسمائه الحسنى وصفاته العليا تبارك وتعالى.
( بحث روائي )
في المجمع : وقد جاء في الخبر : يحاط على الخلق بالملائكة ـ وبلسان من نار ثم ينادون : « يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ـ إلى قوله ـ يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ ».
أقول : وروي هذا المعنى عن مسعدة بن صدقة عن كليب عن أبي عبد الله (ع).
وفي الكافي ، بإسناده عن داود الرقي عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قول الله عز وجل : « وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ » قال : من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ـ ويعلم ما يعمله من خير أو شر ـ فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال ـ فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن منيع والحكيم في نوادر الأصول والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء : أن النبي صلىاللهعليهوآله قرأ هذه الآية « وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ » فقلت : « أوإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله الثانية « وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ » فقلت : وإن زنى وإن سرق؟ فقال : نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء.
أقول : الرواية لا تخلو من شيء فإن الخوف من مقامه تعالى لا يجامع هذه الكبائر الموبقة ، وقد روي عن أبي الدرداء نفسه ما يدفع هذه الرواية ففي الدر المنثور ، أخرج ابن جرير وابن المنذر عن يسار مولى لآل معاوية عن أبي الدرداء : في قوله : « وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ » قال : قيل : يا أبا الدرداء وإن زنى وإن سرق؟ قال : من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق.
وفي تفسير القمي : في قوله تعالى : « قاصِراتُ الطَّرْفِ » قال : الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها.