قوله تعالى : « هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى » قيل : النذير يأتي مصدرا بمعنى الإنذار ووصفا بمعنى المنذر ويجمع على النذر بضمتين على كلا المعنيين والإشارة بهذا إلى القرآن أو النبي صلىاللهعليهوآله.
قوله تعالى : « أَزِفَتِ الْآزِفَةُ » أي قربت القيامة والآزفة من أسماء القيامة قال تعالى : « وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ » المؤمن : ١٨.
قوله تعالى : « لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ » أي نفس كاشفة والمراد بالكشف إزالة ما فيها من الشدائد والأهوال ، والمعنى : ليس نفس تقدر على إزالة ما فيها من الشدائد والأهوال إلا أن يكشفها الله سبحانه.
قوله تعالى : « أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سامِدُونَ » الإشارة بهذا الحديث إلى ما تقدم من البيان ، والسمود اللهو ، والآية متفرعة على ما تقدم من البيان ، والاستفهام للتوبيخ.
والمعنى : إذا كان الله هو ربكم الذي ينتهي إليه كل أمر وعليه النشأة الأخرى وكانت القيامة قريبة وليس لها من دون الله كاشفة كان عليكم أن تبكوا لما فرطتم في جنب الله ، وتعرضتم للشقاء الدائم أفمن هذا البيان الذي يدعوكم إلى النجاة تعجبون إنكارا وتضحكون استهزاء ولا تبكون؟.
قوله تعالى : « فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا » تفريع آخر على ما تقدم من البيان والمعنى : إذا كان كذلك فعليكم أن تسجدوا لله وتعبدوه ليكشف عنكم ما ليس له من دونه كاشفة.
( بحث روائي )
في الكشاف : في قوله تعالى : « أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى » إلخ ، روي أن عثمان كان يعطي ماله في الخير فقال له عبد الله بن سعد بن أبي سرح وهو أخوه من الرضاعة : يوشك أن لا يبقى لك شيء فقال عثمان : إن لي ذنوبا وخطايا ، وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه فقال عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن العطاء فنزلت ، ومعنى : « تَوَلَّى » ترك المركز يوم أحد فعاد عثمان إلى أحسن من ذلك وأجمل.