( بحث روائي )
في تفسير القمي : « وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ـ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى » قال : هو العبد إذا وقف على معصية الله ـ وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهي الله ـ ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة ، قوله « يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها » قال : متى تقوم؟ فقال الله : « إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها » أي علمها عند الله ، قوله « كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها » قال : بعض يوم.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال : إن مشركي مكة سألوا النبي صلىاللهعليهوآله فقالوا : متى تقوم الساعة استهزاء منهم ـ فنزلت « يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها » الآيات.
وفيه ، أخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت : ما زال رسول الله يسأل عن الساعة ـ حتى أنزل عليه « فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها » فلم يسأل عنها.
أقول : ورواه أيضا عن عدة من أصحاب الكتب عن عروة مرسلا ، ورواه أيضا عن عدة منهم عن شهاب بن طارق عن النبي صلىاللهعليهوآله : مثله ، والسياق لا يلائم كونه جوابا عن سؤال النبي صلىاللهعليهوآله.
وفي بعض الروايات : كانت الأعراب إذا قدموا على النبي صلىاللهعليهوآله ـ سألوه عن الساعة ـ فينظر إلى أحدث إنسان فيهم فيقول : إن يعش هذا قرنا قامت عليكم ساعتكم : رواها في الدر المنثور ، عن ابن مردويه عن عائشة.
وهي من التوقيت الذي يجل عنه ساحة النبي صلىاللهعليهوآله وقد أوحي إليه في كثير من السور القرآنية سيما المكية أن علم الساعة يختص به تعالى لا يعلمه إلا هو وأمر أن يجيب من سأله عن وقتها بنفي العلم به عن نفسه.
* * *