العراق؟ فقال : «نعم». قال ابن عباس : فإنّي أُعيذك بالله من ذلك أتذهب ـ رحمك الله ـ إلى قوم قد قتلوا أميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا عدوّهم ... فلا آمن أن يغرّوك ويكذّبوك ويخذلوك ويُستنفروا إليك فيكونوا أشدّ الناس عليك.
قال الحسين عليهالسلام : «وإنّي استخير الله وأنظر».
ثمّ عاد ابن عباس إليه فقال : يابن عمّ إنّي أتصبّر فلا أصبر إنّي أتخوّف عليك الهلاك ؛ إنّ أهل العراق [أهل] غدر فأقم بهذا البلد ؛ فإنّك سيد أهل الحجاز ... ألا فإنّ في اليمن جبالاً وشعاباً وحصوناً ليس لشيء من العراق مثلها واليمن أرض طويلة عريضة ولأبيك بها شيعة فَأَتِها ثمّ ابثث دعاتك وكتبك يأتك الناس.
فقال له الحسين عليهالسلام : «يابن عمّ أنت الناصح الشفيق ولكنّي قد أزمعت المسير ونويته». فقال ابن عباس : فإن كنت سائراً فلا تسر بنسائك وصبيتك فوالله إنّي لخائف أن تُقتل ...
ثمّ خرج ابن عباس من عنده فمرَّ بابن الزبير وهو جالس فقال له : قرّت عينُك يابن الزبير بشخوص الحسين عنك وتخليته إيّاك والحجاز. ثمّ قال :
يا لَكِ من قُبّرةٍ بمعمَرِ
خَلا لكِ الجَوُّ فبيضي واصفُري |
|
ونَقِّري ما شئتِ أن تُنقِّري(١) |
____________________
(١) أنساب الأشراف : ج ٢ ص ٤٦٥ ح ٢٩٣ ؛ الأخبار الطوال : ص ٢٤٤ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦١١.