منكم أحد أبداً وما صرفها الله عنكم إلاّ للذي هو خير لكم. فقال له الحسين : «هذه بيعتهم وكتبهم». فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال : أستودعك الله من قتيل والسّلام(١).
ومن وصايا محمّد بن الحنفيّة إلى الحسين عليهالسلام عند خروجه : اُشير عليك أن تنجو بنفسك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت .... فقال له الحسين عليهالسلام : «يا أخي والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية وقد قال صلىاللهعليهوآله : اللّهمّ لا تبارك في يزيد». ثمّ قال : «وإنّي قد عزمت على الخروج إلى مكة» (٢).
وعن ابن سعد بسنده قال : فجاءه أبو سعيد الخدري فقال : يا أبا عبد الله إنّي لكَ ناصحٌ ومُشفِقٌ وقد بلغني أنّه كاتَبَكَ قومٌ من شيعتك فلا تخرجْ إليهم فإنّي سمعتُ أباك يقول بالكوفة : «والله لقد مَلِلْتُهم ومَلُّوني وأبغضتهم وأبغضوني وما بلوتُ منهم وَفَاءً ولا لهم ثَبَاتٌ ولا عَزْمٌ ولا صَبْرٌ على السيف» (٣).
وأتاه عبد الله بن عباس ومعه جماعة من أهل ذوي الحنكة والتجربة والمعرفة بالأُمور فقال له : يابن عمّ إنّ الناس قد أرجفوا بأنّك سائر إلى
____________________
(١) أنساب الأشراف : ج ٢ ص ٤٦٦ ؛ مقتل الحسين للخوارزمي : ج ١ ص ٢٢١ ؛ الخصائص الكبرى : ج ٢ ص ١٢٥ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٥٦ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٠٤ ؛ تاريخ الخلفاء : ص ٢٠٦.
(٢) كتاب الفتوح : ج ٥ ص ٣٠.
(٣) سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٤١١ رقم : ٢٧٠ ؛ تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤١٣.