قال الشيخ كمال الدين بن طلحة : مصرع الحسين عليهالسلام يسكب المدامع من الأجفان ويجلب الفجائع ويثير الأحزان ويلهب النيران الموجودة في أكباد ذوي الإيمان بما أجرته الأقدار للفجرة من الاجتراء وفتكها واعتدائها على الذريّة النبويّة بسفح دمائها وسفكها واستبائها مصونات نسائها وهتكها. كيف لا وهم رجال الذرّيّة النبويّة بنجيعها مخضوبة وأبدانها على التراب مسلوبة ومخدّرات حرائرها سبايا منهوبة! فكم كبيرة من جريمة ارتكبوها واجترموها وكم من نفس معصومة أزهقوها واخترموها وكم من كبد حرّى منعوها ورود الماء المباح وحرموها ثمّ احتزوا رأس سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله (١)!
هذا مع علمهم بأنّها الذريّة النبويّة المسؤول لها المودّة بصريح القرآن وصحيح الاعتقاد فلو نطقت السماء والأرض لرثت لها ورثتها ولو اطّلعت عليها مردة الكفر لبكتها وندبتها ولو حضرت مصرعها عتاة الجاهليّة لأبكتها ونعتها ولو شهدت وقعتها بُغاة الجبابرة لأغاثتها ونصرتها.
فيا لها مصيبة أنزلت الرزية بقلوب الموحّدين فأورثتها وبليّة أحلّت
____________________
(١) الفصول المهمة : ص ١٨٧ ؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : ص ٢٦١.