الكآبة بنفوس المؤمنين سلفاً وخلفاً فأحزنتها فوا لهفتاه لذرية نبويّة طلّ دمها وعترة محمديّة فلّ مخذمها وعصبة علوية خُذلت فقتل مقدمها وزمرة هاشمية استُبيح حرمها واستُحل محرمها(١)!
لذا ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «قام عندي جبريل من قبل فحدّثني أنّ الحسين يُقتل بشطّ الفرات وقال : هل لك أن أُشمّك من تربته؟ قلت : نعم. فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا» (٢).
عن ابن سُحَيم عن أبيه قال : سمعت أنس بن الحارث يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يُقتل بأرض يُقال لها : كربلاء فمَنْ شهد ذلك منكم فلينصره».
قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقُتل مع الحسين عليهالسلام(٣).
عن ابن عباس قال : كان الحسين جالساً في حجر النبي صلىاللهعليهوآله فقال جبريل : أتُحبُّه؟ فقال : «وكيف لا أُحبّه وهو ثمرة فؤادي؟!». فقال : أما إنّ اُمّتك ستقتله ألا اُريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فإذا تربته حمراء(٤).
____________________
(١) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : ص ٢٦١.
(٢) المعجم الكبير : ج ٣ ص ١٠٥ ح ٢٨١١ ؛ كنز العمال : ج ١٢ ص ١٢٧ ح ٣٤٣٢١ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ١٨٩ ح ٣٥٢٠.
(٣) ذخائر العقبى : ص ٢٥٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ٢٢٤ ح ٣٥٤٣ ؛ كنز العمال : ج ١٢ ص ١٢٦ ح ٣٤٣١٤ ؛ كفاية الطالب : ٣٨٦ ؛ الخصائص الكبرى : ج ٢ ص ١٢٥.
(٤) مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٩٤ ؛ المعجم الكبير : ج ٣ص ١٠٦ ح ٢٨١٣ ؛ كنز العمال : ج ١٢ ص ١٢٦ ح ٣٤٣١٣ و ح ٣٤٣١٥ ؛ للصواعق المحرقة : ص ١٩٢ ؛ البداية والنهاية :