شراركم فبعداً لمن رضي بالذّلة والعار(١)!
وقال سبط ابن الجوزي وغيره : المشهور أنّه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران وليس العجب إلاّ من ضرب يزيد ثنايا الحسين بالقضيب وحمل آل النبي صلىاللهعليهوآله على أقتاب الجمال أي موثقين في الحبال والنساء مُكشّفات الرؤوس والوجوه (٢)
وقال ابن الجوزي : وحكمته أنّ غضبنا يؤثر حمرة الوجه والحق تنزّهه عن الجسمية ؛ فأظهر تأثير غضبه على مَنْ قتل الحسين عليهالسلام بحمرة الأُفق ؛ إظهاراً لعظم الجناية. قال : وأنين العباس وهو مأسور ببدر منع النبي صلىاللهعليهوآله النوم فكيف بأنين الحسين عليهالسلام؟ ولمّا أسلم وحشي قاتل حمزة قال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : «غيِّب وجهك عنّي ؛ فإنّي لا أُحبُّ أن أرى مَنْ قتل الأحبّة». هذا والإسلام يجبّ ما قبله فكيف بقلبه صلىاللهعليهوآله أن يرى مَنْ ذبح الحسين عليهالسلام وأمر بقتله وحمل أهله على أقتاب الجمال(٣)؟!
ولمّا بلغ أهل المدينة قتل الحسين عليهالسلام خرجت زينب ابنة عقيل بن أبي طالب في نساء من بني هاشم خرجن معها وهي حاسرة تلوي ثوبها وتقول :
ماذا تقولون إنْ قال النبيُّ لكم |
|
ماذا فعلتم وأنتم آخِرُ الأُممِ |
____________________
(١) الأخبار الطوال : ص ٢٦٠ ؛ اُسد الغابة : ج ٢ ص ٢١ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٣١ ؛ نور الأبصار : ص ٢٢٩ ؛ الصواعق المحرقة : ص ١٩٨ ؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين : ص ٤١٠ ؛ الإتحاف بحبّ الأشراف : ص ٥٣.
(٢) الصواعق المحرقة : ص ١٩٨ ؛ الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٧٤.
(٣) الصواعق المحرقة : ص ١٩٤.