وتشويه مبادئهم التي هي فكر ومبادئ الإسلام الحنيف.
يبقى سؤال يطرح نفسه دوماً وهو : لماذا يُقيم المسلمون المآتم بذكرى عاشوراء منذ قرون عديدة وإلى اليوم؟ لقد قُتل الحسين ومات يزيد فهل هناك فائدة من إعادة الماضي وتكرار الخلاف؟
الجواب : هو أنّ الحقيقة والواقع غير ذلك فمازال المرء يجد أمامه دوماً حسيناً ويزيد في كل زمان ومكان وهما يتصارعان وهو صراع بين الحقّ والباطل وإنّ هذا النزاع هو في الواقع تجسيد للصراع بين الخير والشرّ الذي ما زال قائماً وعلينا أن نختار أحد الموقفين ؛ إمّا اتّخاذ موقف الحسين أو يزيد.
لقد خرج الحسين واعداً ومتحدّياً وداعياً بحقيقة هدفه فكان بطلاً ؛ وبذلك سجّل أوّل قوّة تحدٍّ وأوّل نموذج صادق ثوري في تأريخ المسلمين ؛ قدّم حياته وهو مظلوم وتحوّل مقتله إلى شهادة وتحوّلت الشهادة إلى مدرسة ومشعل حرّيّة ينير درب الثائرين(١).
____________________
(١) تراجيديا كربلاء : ص ١٨.