عن عليّ بن الحسين عليهالسلام قال : لمّا قُتل الحسين بن علي عليهالسلام جاء غراب فوقع في دمه وتمرّغ ثمّ طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب ـ وهي الصغرى ـ ونعب الغراب فرفعت رأسها فنظرت إليه فبكت بكاء شديداً وأنشأت تقول :
نعبَ الغرابُ فقلتُ مَنْ |
|
تنعاهُ ويلكَ يا غرابْ |
||
قالَ الإمامُ فقلتُ مَنْ؟ |
|
قال الموفّقُ للصوابْ |
||
قلتُ الحسينُ فقال لي |
|
ملقىً على وجهِ الترابْ |
||
إنّ الحسينَ بكربلا |
|
بين الأسنّةِ والضرابْ |
||
فابكِ الحسينَ بعبرةٍ |
|
تُرضي الإلهَ مع الثوابْ |
||
ثمّ استقلّ بهِ الجنا |
|
حُ فلم يُطق ردّ الجوابْ |
||
فبكيت مما حل بي |
|
بعد الوصي المستجاب (١) |
||
ومن الغريب إذ يرى البعض أنّ مقتل الحسين عليهالسلام كان خروجاً عن طاعة يزيد بن معاوية ؛ لأنّه في رأيهم اجتهد وأخطأ وله أجر واحد أو كما قال القاضي الأندلسي ابن العربي : بأنّ الحسين قُتل بسيف جدّه!
ومن المعروف أنّ يزيد بن معاوية كان مستبدّاً طاغياً ومارقاً نزقاً قتل الإمام الحسين بن علي سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله واستباح المدينة وضرب الكعبة بالمنجنيق وهو لا يمكن تبريره لا بسنّة نبويّة ولا بحنكة سياسيّة ؛ لأنّ قتل الحسين عليهالسلام كان في الحقيقة محاولة فاشلة لاغتيال فكر أهل البيت
____________________
(١) بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٤٧ ؛ فرائد السمطين : ج ٢ ص ١٦٣ ح ٤٥١ ؛ مقتل الحسين للخوارزمي : ج ٢ ص ٩٢.