الإمام الحسين عليهالسلام شخصية مثالية متميّزة ليس لها في الوجود نظير ؛ فقد تغذّى في حجر جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله العطف والحبّ والحنان وفي ظلّ أُمّه فاطمة الزهراء عليهاالسلام وجد الأُمومة الرؤوفة وهي مهجة قلب الرسول صلىاللهعليهوآله وترعرع مع أبيه علي عليهالسلام ومنه تلقّى الرعاية والعناية والمعرفة وعاش مع إخوته وأولاده أعواماً مليئة بالحبّ المتبادل والاحترام المقدّس.
وبعبارة أُخرى : إنّه تخرّج من جامعة الحبيب المصطفى محمد صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام حيث شملتهم العناية الإلهية بقوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).
وحديث الكساء أكبر شاهد على مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى وكتب وأحاديث أهل السُنّة تُصرّح بذلك والتي منها : عن أُمّ سلمة أنَّ النبي صلىاللهعليهوآله جَلَّلَ على الحسن والحسين وعليٍّ وفاطمة كساءً ثمّ قال : (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي أذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً). فقالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ قال : (إنّكِ إلى خير). قال : هذا حديث حسن وهو أحسن شيءٍ رُويَ في هذا الباب(٢)
____________________
(١) سورة الأحزاب : الآية ٣٣.
(٢) المعجم الصغير : ج ١ ص ١٧٦ ح ١٧٧ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٩٩ ح ٣٨٧١ ، ص