عن السُّدِّي قال : أتيت كربلاء لأبيع التمر بها فعمل لنا شيخ من طيء طعاماً فتعشّينا عنده فذكرنا قتل الحسين فقلت : ما شَرِكَ أحدٌ في قتل الحسين إلاّ مات بأسوأ ميتَة. قال : ما أكذبكم يا أهل العراق! أنا ممَّن شَرِكَ في ذلك. فلم يبرح حتّى دنا من المصباح وهو متَّقد بنفط فذهب يُخرج الفتيلة بأصبعه فأخذتِ النارُ فيها فذهب يُطفئها بريقه فأخذت النار في لحيته فغدا فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنَّه حُمَمَة(١).
وعن أبي رجاء العطاردي أنّه كان يقول : لا تسبُّوا علياً ولا أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ؛ إنّ جاراً لنا من بني الهُجيم قدم من الكوفة فقال : ألمْ تَروْا هذا الفاسق ابن الفاسق إنّ الله قتله ـ يعني الحسين رضي الله عنه ـ فرماهُ الله بكوكبين في عينيه وطمس الله بصره. قال أبو رجاء : فأنّا رأيته ـ لعنه الله ـ(٢).
وعن هشام بن الكلبي عن أبيه قال : كان رجل يُقال له : زُرْعة شهد قتل الحسين فرمى الحسينَ بسهم فأصاب حنكَه وكان الحسين دعا بماء ليشرب فرماه فحال بينه وبين الماء فقال : «اللّهمّ أظِمئْه». قال : فحدّثني
____________________
(١) سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٤٢٥ رقم : ٢٧٠ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ٢٣١ ، ص ٢٣٤ ح ٣٥٤٥ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٤٨ ؛ تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤٣٦ ؛ كفاية الطالب : ص ٣٩٣ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٤١.
(٢) سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٤٢٥ رقم : ٢٧٠ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٤٨ ؛ تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤٣٦ ، وفيه : «بلهجيم بدل : الهجيم» ؛ كفاية الطالب : ص ٤٠٠ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٤٢ ؛ تاريخ الخلفاء ص ٢٠٧.