زيارة قبور الشهداء والأولياء والعظماء والأنبياء والخلفاء والعلماء والمصلحين عملٌ محبوبُ عقلاً وشرعاً ؛ لأنّ تقديس العظماء والأبطال بعد موتهم نزعة فطريّة وسنّة عقلائيّة سائدة في كلّ أنحاء العالم وبين جميع الأُمم والشعوب على مختلف المستويات منذ أقدم العصور. فمنذ عصر حمورابي وإلى هذا اليوم ينصبون التماثيل والنصب التذكارية في الساحات كالجندي المجهول الذي يرمز إلى التضحية والفداء وحتى الشعوب غير المسلمة تنحت التماثيل لرجالها الصالحين والمصلحين في الساحات العامة ؛ وذلك تكريماً لهم وزيارة الملوك والرؤساء والقادة ووضع أكليل الزهور على قبورهم ؛ تعظيماً لهم.
فحرمة الإنسان ميتاً كحرمته حيّاً كما وردَ في الحديث الشريف قوله صلىاللهعليهوآله : «حرمة المسلم ميتاً كحرمته حيّاً سوياً» (١).
ومن ذلك الحديث النبوي نستنبط أنّ للأمواتِ حقّ الزيارة علينا مثلما كانوا أحياءً يرزقون ؛ فقد جُبلت البشرية على ذلك وقد وردت أحاديث نبويّة تحثُ على زيارتهم فالأموات ينتظرون منّا الصدقة والعمل الصالح والعلم
____________________
(١) تهذيب الأحكام : ج ١ ص ٤١٩ ح ٤٣.