الذي ينتفعُ به وزيارتهم وقراءة الفاتحة ترحماً على أرواحهم يعتبرُ عملاً صالحاً نُكافأ عليه بالأجر والثواب فلِمَ لا نقتفي الأثرَ في حصاد الفضائل ومنها زيارة الأولياء الصالحين.
والأُمّة الإسلاميّة تمتلك رصيداً كبيراً من عمالقة الدنيا وأفذاذ التاريخ وعظماء الرجال تمجّدهم وتستعيد ذكرياتهم وتقف على مراقدهم وقفة المستلهم لمعاني الخير وروح البطولة والعطاء. فإذا كانت زيارة قبور العظماء والأبطال وأضرحة الشهداء سيرة عقلائيّة وسنّة نبويّة لا تخصّ قوماً أو اُمّة فلا يُلام أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام عندما يزورون أئمتهم بالأخصّ رمز الإنسانيّة والحريّة والإباء سبط هذه الأُمّة وسيد شباب أهل الجنّة الحسين بن علي عليهالسلام وهو أبو الأحرار وقدوة الأبطال والمثل الأعلى ؛ لذا نرى النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام يشيرون في أحاديثهم إلى زيارة القبور لما فيها من آثار تربويّة واجتماعية. وقد ذكر العلاّمة الأميني في كتابه (الغدير ٥ / ٩٣) عشرات المصادر من صحاح المسلمين ومسانيدهم تؤكّد شرعية زيارة القبور ونحن نشير إلى بعضها :
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي» (١)
وعنه أيضاً : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ حجّ فزار قبري بعد موتي كان
____________________
(١) سنن الدارقطني : ج ٢ ص ٢٧٨ ، باب المواقيت إحياء علوم الدين : ج ٤ ص ٤٩٠ ؛ الوفا بأحوال المصطفى : ص ٨١٧ ح ١٥٣٠.