يكون مخلوق في الأرحام ما يدعو بهنَّ مخلوق إلاّ حشره الله عزوجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرّج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسَّر أمره وأوضح سبيله وقوّاه على عدوّه ولم يهتك ستره ...) (١).
عن أنس بن مالك قال : كتب النبي صلىاللهعليهوآله لرجل عهداً فدخل الرجل يسلِّم على النبي صلىاللهعليهوآله والنبي صلىاللهعليهوآله يصلّي فرأى الحسن والحسين يركبان على عنقه مرَّة ويركبان على ظهره مرَّة ويمرّان بين يديه ومن خلفه. فلمّا فرغ صلىاللهعليهوآله من الصلاة قال له الرجل : ما يقطعان الصلاة؟ فغضب النبي صلىاللهعليهوآله وقال : «ناوِلْني عَهْدَك». فأخذه ومزَّقه ثمّ قال صلىاللهعليهوآله : «مَنْ لم يرحم صغيرنا ولم يُوَقِّر كبيرنا فليس منّا ولا أنا منه» (٢).
عن مدرك بن زياد قال : كنت مع ابن عباس في حائطٍ فجاء الحسن والحسين عليهماالسلام فسألا الطعام فأكلا ثمّ قاما فأمسك لهما ابن عباس الركاب فقلت : أتمسك الركاب لهذين وأنت أكبر منهما؟ فقال : ويحك! هذان ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله أوَ ليس هذا ممّا أنعم الله عليَّ به أن أمسك لهما واُسوّي عليهما(٣).
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : «سمّى هارون ابنيه شبّراً وشبيراً وإنّي سمّيت ابني الحسن والحسين بما سمّى به هارون ابنيه» (٤).
____________________
(١) فرئد السمطين : ج ٢ ص ١٥٥ ، ح ٤٤٧.
(٢) ذخائر العقبى : ص ٢٢٩.
(٣) فرائد السمطين : ج ٢ ص ٧٢ ح ٣٩٥.
(٤) المعجم الكبير : ج ٣ ص ٩٧ ـ ٢٧٧٨ ، كنز العمال : ج ١٢ ص ١١٧ ـ ٣٤٢٧١ ، انظر : مسند الإمام أحمد بن حنبل : ج ٢ ص ١٥٩ ح ٧٦٩ ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ج ١