لو كانَ في سيرنا الغداةَ عصاً |
|
أمست سمانا عليكَ مندفقهْ |
لكنَّ ريبَ الزمانِ ذو غِيَرٍ |
|
والكفُّ منِّي قليلةُ النفقهْ |
قال : فأخذها الأعرابيُّ وبكى فقال له : «لعلّك استقللت ما أعطيناك؟». قال : لا ولكن كيف يأكل التراب جودك؟ وولّى وهو يقول :
مُطهرونَ نقياتٌ جيوبهمُ |
|
تجري الصلاةُ عليهم أينما ذُكروا |
وأنتمُ أنتمُ الأعلونَ عندكمُ |
|
علمُ الكتابِ وما جاءت بهِ السورُ |
مَنْ لم يكن علوياً حينَ تنسبهُ |
|
فما لهُ في جميعِ الناسِ مفتخرُ(١) |
ومن أخلاقه عليهالسلام : مرَّ الحسين بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا : الغداء. فنزل وقال : «إنّ الله لا يحبّ المتكبّرين». فتغدّى معهم ثمّ قال لهم : «قد أجبتكم فأجيبوني». قالوا : نعم. فمضى بهم إلى منزله فقال للرباب : «أخرجي ما كنت تدّخرين» (٢).
قال أنس : كنت عند الحسين عليهالسلامفدخلتْ عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان فقال لها عليهالسلام : «أنت حرّة لوجه الله». فقلتُ له : تجيئك جارية تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟! قال عليهالسلام : كذا أدّبنا الله قال الله : (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) وكان أحسن منها عتقها) (٣).
عن علي بن موسى عن آبائه عليهمالسلام : «أنّ الحسين بن علي دخل المستراح
____________________
(١) تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ١٨٥ ح ٣٥١٧ ؛ مناقب آل أبي طالب : ج ٤ ص ٦٥ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٥٩٣.
(٢) تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ١٨١ ح ٣٥١٧.
(٣) الفصول المهمة : ص ١٧٥.