فوجد لقمة ملقاة فدفعها إلى غلام له فقال : يا غلام اذكرني هذه اللقمة إذا خرجت. فأكلها الغلام فلمّا خرج الحسين قال : يا غلام اللقمة. قال : أَكلتها يا مولاي. قال : أنت حرّ لوجه الله تعالى. فقال له رجل : اعتقته يا سيدي؟! قال : نعم سمعت جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : مَنْ وجد لقمة ملقاة فمسح منها ما مسح وغسل منها ما غسل وأكلها لم يسغها في جوفه حتّى يعتقه الله من النار ولم أكن لأستعبد رجلاً أعتقه الله من النار» (١).
رويَ أنّ أعرابياً من البادية قصد الحسين عليهالسلام فسلَّم عليه فردّ عليهالسلام فسأله حاجة وقال : سمعت جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إذا سألتم حاجةً فاسألوها من أحد أربعة ؛ إمّا من عربي شريف أو مولى كريم أو حامل القرآن أو ذي وجه صبيح». فأمّا العرب فشرفت بجدّك وأمّا الكرم فدأبكم وسيرتكم وأمّا القرآن ففي بيوتكم نزل وأمّا الوجه الصبيح فإنّي سمعت جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إذا أردتم أن تنظروا إليّ فانظروا إلى الحسن والحسين». فقال الحسين له : «ما حاجتك؟». فكتبها على الأرض فقال له الحسين عليهالسلام : «سمعت أبي علياً عليهالسلام يقول قيمة كلّ امرئ ما يحسنه وسمعت جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : المعروف بقدر المعرفة فأسألك عن ثلاث خصال ؛ فإن أجبتني عن واحدة فلك ثلث ما عندي وإن أجبتني عن اثنتين فلك ثلثا ما عندي وإن أجبتني عن الثلاث فلك كلّ ما عندي وقد حملت إليَّ صرّة مختومة وأنت أولى بها». فقال : سل عمّا بدا لك ؛ فإن أجبت وإلاّ
____________________
(١) مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ١ / ١٤٨ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٣١.