أصبح الحسين عليهالسلام المثل الأعلى للفداء والتضحية ونبراساً للحقّ ومناراً للهدى تستضيء به الأُمّة الإسلاميّة من أجل بناء مجتمع إسلامي متكامل.
فقد جسَّد قول جدّه الرسول الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآله : «حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله مَنْ أحبّ حسيناً» (١). وقول النبي صلىاللهعليهوآله : «حسين منّي» بدليل آية المباهلة : (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ...) (٢) وأمّا قوله صلىاللهعليهوآله : «وأنا من حسين» يريد أنّ بقاء شريعته كان بسبب نهضة ولده الحسين عليهالسلام ولولا هذه النهضة المباركة لأعاد الأُمويون المسلمين إلى الجاهليّة الأولى. وهذا يظهر واضحاً جلياً من خلال سيرتهم فهذا يزيدهم الطاغي نراه مجاهراً بكفره ومظهراً لشركه بقوله :
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جزَعَ الخزرجِ من وقعِ الأسلْ |
قد قتلنا القرمَ من ساداتهم |
|
وعدلنا ميْلَ بدرٍ فاعتدلْ |
فأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيدَ لا تُشلْ |
لستُ من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمدَ ما كانَ فعلْ |
____________________
(١) سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٥٨ ح ٣٧٧٥.
(٢) سورة آل عمران : الآية ٦١.